حققت دراما الصعيد نجاحاً لافتاً خلال العقدين الماضيين، ما دفع الكثير من النجوم إلى الإقبال عليها، على رغم أن الاستسهال طاول أخيراً عدداً منها وجعلها تمر مرور الكرام، خصوصاً أنها احتوت على أحداث بعيدة من الواقع، ولا علاقة لها بمشاكل الصعيد الحقيقية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما فيها مشاكل البطالة والثأر وتجارة السلاح والمخدرات وغيرها. وبعدما اقتصرت هذه الأعمال في رمضان الماضي على مسلسلين فقط، هما: «وادي الملوك» لسمية الخشاب ومجدي كامل وصابرين، والجزء الثاني من «الكبير أوي» لأحمد مكي ودنيا سمير غانم، ها هي تعود مجدداً من خلال ثمانية مسلسلات تقرر عرضها خلال رمضان المقبل. ويأتي في مقدمها مسلسل «أشجار النار» من بطولة فتحي عبدالوهاب وداليا مصطفى وتأليف يس الضو وإخراج عصام شعبان، الذي انتهى من تصويره أخيراً لمصلحة قطاع الإنتاج، ويدور حول الملحمة الصعيدية الشعبية «أيوب وناعسة» التي وقعت أحداثها في أربعينات القرن العشرين، ويعرض صورة للممارسات السياسية في ذلك الوقت الذي شهد بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وقرر جمال سليمان العودة إلى دراما الصعيد التي كانت سبباً في توطيد علاقته مع الجمهور المصري حين قام بأول بطولة له في القاهرة من خلال مسلسل «حدائق الشيطان». وتأتي عودته من خلال مسلسل «سيدنا السيد» من تأليف ياسر عبدالرحمن وإخراج محمد العدل، وتقرر تقديمه في جزأين: الأول عنوانه «العصا لمن عصى» ويعرض في رمضان المقبل، ويجسد فيه شخصيتين: الأولى لرجل صعيدي يدعى «فضلون الجناري» يعتبره أهل بلده شخصية استثنائية مثل التي يسمعون عنها في الأساطير. فهو رجل غامض لا يعرفون عمره ولا من أي عصر أتى، وعلى رغم كبر سنه إلا أنه لا يتزوج إلا الفتيات البكر. وبمرور الأحداث يشارك في مذبحة في البلدة تظل وصمة تطارد أحد أبنائه الذي سيجسد سليمان شخصيته في سن الأربعين ليكون هذا الجزء الثاني للمسلسل الذي يحمل عنوان «أبو القاسم». صراع على النفوذ وتستعد عبلة كامل لتصوير مسلسل «سلسال الدم» في ثالث تجربة لها مع دراما الصعيد بعدما قدمت قبل ثلاثة أعوام مسلسل «افراح ابليس» أمام جمال سليمان، ومن قبله «حق مشروع» أمام حسين فهمي. وتجسد في أحداث المسلسل الذي يشاركها بطولته رياض الخولي وتأليف مجدي صابر وإخراج مصطفى الشال، شخصية سيدة تدعى «البدرية» تتصدى لعمليات القتل البشعة التي يرتكبها عمدة القرية التي تعيش فيها في إحدى قرى صعيد مصر، ولكونها الوحيدة التي تقف أمامه يحاول ردعها بقتل أحد أبنائها والتمثيل بجثته، وأمام إصرارها على موقفها منه يخطف زوجها ويعذبه بطريقة وحشية. وحلّ حسين فهمي في اللحظة الأخيرة بدلاً من محمود حميدة في مسلسل «النيل الطيب» من تأليف وإخراج أحمد خضر، ويشارك في بطولته أمام عبدالعزيز مخيون وأحمد فؤاد سليم وريم البارودي ولقاء سويدان. المؤلف محمد صفاء عامر، الذي قدم عدداً كبيراً من مسلسلات الصعيد، ومنها «ذئاب الجبل» و«حلم الجنوبي» و«الضوء الشارد» و«الفرار من الحب» و«الحب موتاً» و«حدائق الشيطان» و«أفراح ابليس»، يعود إلى مجتمعه المفضل من خلال مسلسل «الميراث الملعون»، ورشح لبطولته فاروق الفيشاوي ودلال عبدالعزيز وأحمد بدير وقمر خلف. ويرصد قضية الميراث في صعيد مصر، من خلال شخصية رجل أعمال ثري له شقيق أصغر منه هو وريثه الوحيد، وتقع له مشاكل عدة، ويحاول عدد كبير من الطامعين قتله. وتعاقد مجدي كامل على بطولة مسلسل «حمامة القناوي» أمام رانيا يوسف من تأليف مدحت عبدالقادر وإخراج إيهاب راضي، وتدور قصته حول شاب بسيط يعيش في منشية الطناني في محافظة قنا، ويترك تعليمه عقب وفاة والده لرعاية أسرته، وتدفعه الظروف للذهاب إلى القاهرة بحثاً عن شقيقته التي هربت مع حبيبها، وهناك تنقلب حياته رأساً على عقب. كواليس تجارة الآثار خالد صالح الذي قدَّم من قبل مسلسلاً صعيدياً هو «موعد مع الوحوش» تعاقد على بطولة مسلسل «الملك» الذي يجسد من خلاله شخصية تاجر آثار في مدينة الأقصر، ويتناول العمل الكثير من الصراعات في كواليس تلك التجارة الخطرة. ويستعد المخرج أحمد فهمي عبدالظاهر لتصوير مسلسل «النار والطين» من تأليف أنور عبدالمغيث وبطولة رانيا فريد شوقي وياسر جلال ومادلين طبر وسوسن بدر، وتدور أحداثه في صعيد مصر من خلال قصة شاب يتزوج والده امرأة متسلطة بعد وفاة والدته، فتذيقه ألواناً من العذاب قبل أن يقع في حب راقصة تعمل في المولد وتغير مسار حياته.