أنا فتاة مطلقة مقيمة في الأحساء مع والدتي واخواتي ال 11، ووالدي منفصل عنا منذ أكثر من خمس سنوات ومقيم في الرياض، وتم إصدار صك لوالدتي بعد خمس سنوات من رفعها قضية ضده بتهمة الإهمال والضرب وتم تطليق والدتي بعد خمس سنوات لم يحضر والدي فيها جلسة واحدة ابداً، أرغب في الزواج منذ سنة، ورفعت قضية ضد والدي وتم حفظها بأمر من قاضي المحكمة، بحجة أن الأب ربما يغير رأيه وإذا لم يغير رأيه سترفع القضية، وبعد سنة كاملة لا فائدة من والدي وتوجهت لمحكمة الأحساء لرفع قضية عضل ولكن لم يقبلها القاضي، وقال لي ممنوع رفع قضية على الأب وهو في الرياض، ويجب علي أن أتوجه إلى الرياض وأرفع القضية هناك هل يعقل أنا فتاة اذهب وأسافر إلى الرياض للحضور ورفع قضية؟ لماذا المحكمة لا تقبل القضية وتبلغ والدي هناك، ويتم اخذ أقواله في الرياض أو يحضر إلى مكان إقامتي، أنا امرأة وأسافر لأحصل على حقي؟ وهل النظام ينص على ذلك، أم هو مجرد تعطيل من جانب المحكمة؟. - من المؤلم جداً ما تشعرين به من ضيم، ومن المؤكد أن لديك الرغبة في الاستقرار والعفاف ووجود الأبناء والزوج في حياتك، وموقف والدك محرج بانفصاله عن والدتكم، ولا بد من أن يكون هنالك من الإجراء الذي يضمن لك تحقيق رغبتك في الزواج، ولن يتطلب منك الأمر خروجك من المنزل والذهاب للمحاكم من اجل هذه الغاية النبيلة في مواجهة والدك عن طريق المحكمة أو القضاء لأنه أساساً لم تستشيريه حتى يستبين رأيه في الموافقة على زواجك من عدمه، وأقترح أن يكون الحل بصورة مختلفة تماماً عما تنوين القيام به، وهو أنه عليك أولاً محاولة تدخل وتوسيط الأهل من الأقارب وكبار السن في إخبار والدك بتقدم احد الشباب لخطبتك وبرغبتك في الزواج منه ومن ثم يتم إقناع والدك بتزويجك، إذا أصلاً يرى أنه هو شاب مناسب وصالح في دينه ودنياه ويناسبك فأعتقد أنه سيوافق باعتباره ولياً، وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له» رواه احمد وغيره. قالوا: ولأن الزواج له مقاصد متعددة، والمرأة كثيراً ما تخضع لحكم العاطفة فلا تحسن الاختيار فيفوتها حصول هذه المقاصد فمنعت من مباشرة العقد وجُعل إلى وليها لتتحصل على مقاصد الزواج على الوجه الأكمل، كما أن الله عز وجل حرم عضل المرأة فقال تعالى: (وإذا طلقتم النساء وبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف) سورة البقرة 232. وإذا لم تجد موافقة من والدك على تزويجك من دون سبب مقنع وأصرّت المحكمة على رفض قبول الدعوى، فمن الممكن رفع طلبك للمقام السامي وطلب الزام المحكمة العامة بالنظر في دعواك، إذ ان قضايا الوصايا من قضايا الأحوال الشخصية، ومحل إقامة دعوى الأحوال الشخصية هي محل إقامة المرأة إذا أرادت ذلك، والله أعلم.