يرى الكاتب عبدالله العثيمين أن عدداً من الأوروبيين الذي نشروا كتباً عن ابن عبدالوهاب تأثروا بالرحالة بنيبور، وأبرزوا الجانب المدني والقانوني الذي جاء به الحكم السعودي، الذي يتكئ إلى تعاليم الدعوة المنبثقة من الإسلام في تطبيقاته. ومن أولئك الغربيين دوساسي الذي نشر مقالاً في مجلة فرنسية عنوانه: «ملحوظات عن الوهابية»، ومنهم كورناسيس والذي نشر له في باريس كتاباً بعنوان: «تاريخ الوهابيين»، على أن من الأوروبيين من كتب كتابة صحيحة ومنصفة، وفي طليعتهم الرحالة السويسري جون لويس المتوفى بالقاهرة، وقد تميزت كتابته بدقة وإنصاف، واشتملت على معلومات مهمة جداً، وكتب كتابين عن الجزيرة العربية، أولهما كتاب «رحلات في شبه جزيرة العرب» وثانيهما «ملحوظات عن البدو والوهابيين»، ذو الجزأين ونشر في لندن، ومركزا حديثه على قبيلة عنزة. ومما قاله بروكهارت عن دعوة الشيخ: «لم تكن مبادئ دعوة محمد بن عبدالوهاب جديدة، بل كانت جهوده مركزة على إصلاح المفاسد، التي تفشت بين المسلمين، ونشر العقيدة الصافية بين غير مبالين بكل الفروض، وكذلك لم يُفهم ابن عبدالوهاب لا من أصدقائه ولا من أعدائه، فأعداؤه عندما سمعوا بفرقته الجديدة – المؤلف منحاز جد ضد الأتراك - اقتنعوا بسهولة أن عقيدة جديدة اعتنقت ليسوا، ضالين فحسب بل كافرين، وقد تأكد لديهم هذا الاعتقاد بنذير الخطر الذي أتى بالباشوات المجاورين في مكة، وبدا لهم أنه ما أتى به ابن عبدالوهاب، ولكن قليلاً من السوريين واحتكوا بالوهابيين اقتنعوا أن العقيدة الوهابية هي عقيدة الإسلام»، مضيفاً أن المبادئ تتفق مع تلك التي تدرس في الإمبراطورية الإسلامية من مصادر القرآن والسنة والتفاسير محترمة، وابن عبدالوهاب اتخذ القرآن والسنة الأساس، والخلاف بينه وبين غيره أنه يتبع الإسلام بدقة، ولذا – ولازال الحديث للمؤلف - فالديانة الجديدة هي تلخيص للإسلام، وكانت نجد في حالة حرب مستمرة لا يعترف فيها إلا بقانون القوي وكانت الحرية الغير محدودة للقبائل، قد جعلت نجداً مسرحاً للفوضى الدائمة، ولم ينشر آل سعود حكمه إلا بصراع شديد، وجعل حكمه مشابهاً لما زاوله الأوائل، وترك الجميع ينعمون بحريته ويحترموا الملكيات الخاصة، قائمة على نظام ديموقراطي وهو شيخ القبائل الأكبر، الذي أجبروا على احترام النظام ويدفعوا الزكاة إلى الدولة، ولم يعودون يتحاكموا إلى السلاح بل إلى المحكمة الشرعية».