أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي باتت أمس، أول مسؤول اميركي بارز يزور لاوس منذ 57 سنة، انها ناقشت «سبل الانتقال الى شراكة» بعد «إرث مأسوي للماضي». وفي مطار واتاي الدولي في فينتيان، استُقبِلت كلينتون بباقات زهور قدمتها فتيات يرتدين زياً تقليدياً من الحرير البنفسجي. وتفقّدت مركزاً للتقويم البصري والأعضاء الاصطناعية، يحظى بتمويل أميركي، واعتبرت أنه «تذكير مؤلم بإرث حرب فيتنام»، اذ ان القوات الاميركية ألقت أكثر من مليوني طن من القنابل على لاوس، بين 1964 و1973، ضمن 580 الف غارة، لقطع طرق إمداد فيتنام من الشمال. ونحو 30 في المئة من القنابل لم ينفجر. وخاطبت كلينتون العاملين في السفارة الاميركية، قائلة: «الماضي في لاوس يرافقكم دوماً». وورد في بيان مشترك بعد لقاء كلينتون رئيس الوزراء ثونغسينغ ثامافونغ، أنهما أجريا «محادثات معمقة حول سبل توسيع التعاون الثنائي»، مضيفاً أن البلدين «اتفقا على تحسين وتسهيل تعداد العاملين الأميركيين الذين ما زالوا مفقودين منذ فترة الحرب الهندوصينية»، والتعامل مع «التحديات المتبقية» المتمثلة في القنابل غير المنفجرة. وأعلنت كلينتون انها استعرضت مع وزير الخارجية ثونغلون سيسوليث «مسار العلاقات، من الإرث المأسوي للماضي الى سبل الانتقال الى شراكة في المستقبل»، مؤكدة أن «الولاياتالمتحدة تريد تعميق العلاقات وتوسيعها» مع لاوس. وأضافت أنها تأمل بتوفر سبل مستقبلاً ل «إعطاء السكان، خصوصاً الاطفال، إمكان العيش بحرية بمنأى عن الخوف من القنابل غير المنفجرة». وكلينتون ثاني وزيرة خارجية اميركية تتوجه الى لاوس، بعد جون فوستر دالز عام 1955. وهي تلقّت دعوة لزيارة لاوس من سيسوليث عام 2010، عندما كان أول مسؤول بارز من لاوس يزور واشنطن، منذ تولى الشيوعيون الحكم بعد اطاحتهم الملكية عام 1975. سفير أميركي في ميانمار من جهة أخرى، وصل الى ميانمار امس، أول سفير اميركي منذ 22 سنة، ما يُعتبر تشجيعاً على مواصلة الإصلاحات الديموقراطية. وأعلنت ناطقة باسم السفارة الأميركية في نايبيداو ان السفير ديريك ميتشل انتقل الى مدينة يانغون حيث سيُقدّم أوراق اعتماده الى الرئيس ثين سين. وميتشل مختص في الشؤون الآسيوية وكان مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي باراك أوباما الى ميانمار. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت مطلع السنة استئناف العلاقات الديبلوماسية مع ميانمار، بعدما سحبت سفيرها عام 1990 إثر انتخابات نيابية فازت بها المعارضة ورفض المجلس العسكري الحاكم آنذاك الاعتراف بنتائجها، وبعد قمع تظاهرات طالبية أوقعت آلاف القتلى قبل سنتين. واعتبرت زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي تعيين ميتشل «نبأً ساراً»، مشيرة الى انه «لا يهتم فقط بميانمار، بل يعرف كثيراً عن البلد». وقال مسؤول اميركي بارز: «قبل سنة لم يكن لدينا اي اتصال مع هذا البلد على الإطلاق. والآن نعمل معهم في مجالات عدة». وأشار الى أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تزور كمبوديا، ستعرض على رجال اعمال اميركيين خطوطاً عريضة ل «تخفيف العقوبات» عن يانغون. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أن الولاياتالمتحدة تنوي السماح لشركاتها بالاستثمار في ميانمار وتقديم الخدمات المالية بها، لكنها ستشترط عليها الإفصاح في شكل مفصّل عن تعاملاتها، لتعزيز الشفافية، اذ إن منظمة الشفافية الدولية تعتبر أن في ميانمار أحد أعلى معدلات الفساد في العالم.