على رغم كل الرفض الذي تعيشه البرازيل للمونديال، إلا أن البعض لا يرى في كل ذلك سبباً كافياً لاستغراب فوزها بحق التنظيم، لكن الأمر ذاته لا ينطبق على قطر الدولة الخليجية التي ينتظر أن تنظم المونديال عام 2022، التعليق يختلف بحسب اتجاهك في البحث عن إجابته. تتباين الآراء حتى من أبناء الجنسية ذاتها، ففيما يبدو البعض حانقاً جداً خلال مناقشة الموضوع، ورافضاً حتى فكرة عرضه، يتقبله آخرون، ويصرون على أنه فرصة مهمة لتسويق كرة القدم في تلك الدول، الهولندي ديفيد مار الذي كان للتو احتفل بفوز منتخب بلاده على إسبانيا بخماسية، كان شديد الحماسة في حديثه مع زملائه عن قطر وحقها في تنظيم المونديال، إذ يرى على عكس الكثيرين أن هذا حق طبيعي لكل دولة قادرة عليه. مار الذي يعرف معلومات جيدة مقارنة مع غيره عن الدولة الخليجية الصغيرة، يقول: «عدد من أصدقائي يعملون هناك لم يسبق وأن اشتكوا من أية مشكلات، يبدو الوضع في قطر جيداً أعتقد بأنهم قادرون على تنظيم المونديال»، رفض من حوله لتلك الفكرة يخف نوعاً ما حين يكمل حديثه: «البرازيل لا تبدو الدولة الأكثر قدرة على تنظيم المونديال، ها نحن نشاهد الكثير من الاعتراض على المونديال، والمشكلات اليومية، لكن الأمور تمضي على رغم الوضع الاقتصادي السيء في البلاد، لم يسبق لدولة خليجية أن نظمت هذه التظاهرة الكروية، قطر تملك من المال ما يكفي لإنجاح بطولة كهذه، وهم متحمسون لها، لا أرى ما يمنعهم من تنظيمها». في الجهة المقابلة، جين موريس الذي كان مشغولاً بالتعرف على الجماهير من كل العالم في ملتقى «فيفا» في مدينة ساوباولو، كان حانقاً جداً حين سمع أجزاء من النقاش عن تنظيم قطر للمونديال، فتحول سريعاً إلى طرف فيه، إذ يقول: «حضرت المونديالات الثلاثة الأخيرة، وسأحضر المونديال المقبل في روسيا، سأستغل مونديال قطر إن حدث للحصول على إجازة من جنون التفكير في مونديال تحتضنه دولة كهذه، كيف لهم أن يفكروا في لعب كرة القدم صيفاً في دولة تبلغ حرارتها ال50 درجة؟ وحتى وإن كيّفوا الملاعب، وتلك فكرة مجنونة، هل يعتقدون بأنهم قادرون على تكييف الدولة بأكملها؟» حتى تغيير موعد إقامة البطولة حل لا يقنع موريس، إذ يعلق: «ستغير كل مواعيد البطولات المحلية في العالم فقط، لتنجح قطر في تنظيم المونديال، هل يعقل ذلك، الحل أبسط من ذلك بكثير تجاهل إقامة المونديال في قطر، أقمه في دولة أخرى». مشكلات البرازيل وعجزها عن الالتزام بجل ما قطعته من وعود لا يبدو مشكلة مقارنة بالمنتظر من قطر، إذ يقول موريس: «ماذا تملك قطر في كرة القدم، منتخب لا يعرفه أحد وأندية صغيرة، بل إن القارة بأكملها لا تملك ما يشفع لها بتنظيم المونديال، فكيف بقطر، كرة القدم هي الحياة في البرازيل، الكل هنا يحب كرة القدم، تنظيم المونديال جزء من أبسط حقوقهم، حتى وإن عجزوا عن إخراجه بأكمل صورة»