اعتبر عدد من الإعلاميين الرياضيين العاملين في القنوات الفضائية المتخصصة في الرياضة، أن التغطية التلفزيونية لنهائيات بطولة كأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا هي أميز ما في البطولة حتى الآن، في وقت لم ينل فيه المستوى الفني للمنتخبات المشاركة في المونديال الرضا. ورأت مجموعة من الإعلاميين الفضائيين شاركت في استطلاع أجرته "الوطن" أن العمل الإعلامي المميز الذي قامت به القنوات الرياضية التي قدمت نقلاً تلفزيونياً وأستوديوهات ومحللين كبارا وبرامج عدة تميزت بها بشكل واضح هو من الحسنات الأبرز للبطولة الحالية. وامتدح مساعد مدير عام قنوات "art" غانم القحطاني العمل الإعلامي الذي تقدمه "الجزيرة"، فقال "تميزت بالنقل التلفزيوني والأستوديوهات والمحللين من مدربين عالميين أو حتى لاعبين كبار مثل ماثيوس رغم ما تعرضت له من خلل في البث خارج عن سيطرتها". وعن المونديال قال القحطاني "لا يرضي الطموحات من حيث أداء المنتخبات المشاركة وعدم وجود منتخب عربي شعبي وضعف تنظيم الدولة المستضيفة واعتماد الصحف على وكالات الأنباء فقط". ويضيف "من المعروف أن الإثارة لا تأتي إلا في الأدوار النهائية وإن كنا افتقدنا إلى المنتخبات التي رشحناها للاستمرار كفرنسا، وخرجت الدولة المضيفة جنوب أفريقيا، وبدت الفرق الأوروبية المرشحة وكأنها ليست هي، وتأهلت منتخبات لم تعتد أن تتجاوز المرحلة التمهيدية مثل الأوروجواي والمكسيك وتشيلي، ولم نر سوى البرازيل والأرجنتين". ويختتم القحطاني حديثه بالإشارة إلى الدوري السعودي قائلاً إنه وفي آخر أيامه كان أكثر حماساً وإثارة وقوة وإقبالاً من الجماهير من بطولة كأس العالم الحالية. و يرى رجاءالله السلمي مذيع برامج في قناة "art" أن التغطية التلفزيونية بشكل عام واكبت الحدث وكانت بالفعل في مستوى هذه البطولة العالمية الكبيرة. ويقول السلمي "ذلك على الرغم أن المونديال ظهر بمستوى فني أقل من المتوقع، والدليل مغادرة أكبر المنتخبات العالمية، وهو لم يرق إلى أي من المونديالات السابقة فالمستويات ضعيفة والنتائج عقيمة والمباريات غير ممتعة سوى الأرجنتين الذي قدم أفضل المستويات في مبارياته التي خاضها". ويضيف "حتى البرازيل كنت أتوقع أن تقدم أداءً ممتعاً لكنها أحرزت نتائج دون إمتاع، ولهذا يبدو لي أن المنتخبات أصبحت تهتم بتحقيق النتائج فقط". وحول أسباب ظهور المستويات بهذا الشكل قال السلمي "طرق اللعب اختلفت لأن مطامع وطموحات كل منتخب انحصرت في الفوز وهذا حق مشروع له لكننا نحن وكمشاهدين نبحث عن المتعة لذا اختلفت الرغبات بيننا، وهذا ينطبق على جميع المنتخبات حتى تلك الأفريقية التي توقعت أن تكون شرسة فظهرت وديعة". وعن النجوم أوضح السلمي أنهم أيضا لم يقدموا أنفسهم ماعدا ميسي ورونالدو. ويرى تركي العجمة مقدم برنامج "كورة" اليومي على قناة "روتانا خليجية" أن أي مونديال يكون مملا في مراحله التمهيدية، ليس هذا العام فحسب إنما على مر العصور. فيقول "من الخطأ أن نضع اللوم على جنوب أفريقيا لأن كل المونديالات السابقة كانت باهتة في بداياتها بسبب وجود فرق ضعيفة في الجولات الأولى تلعب بخطط دفاعية، أقصى طموحاتها التعادل مع الفرق القوية". ولهذا يتوقع العجمة أن تظهر البطولة بشكل أفضل عندما تتأهل الفرق القوية فقط وتخرج الضعيفة. وحول التغطية التلفزيونية يتساءل العجمة قائلاً "لماذا لا تسعى قنوات فضائية للحصول على حقوق من القناة الناقلة "الجزيرة" على غرار ما فعلت "روتانا خليجية" و"إم بي سي" و"العربية"، ويستغرب أيضاً من أن الصحف لم ترسل موفدين إلى جنوب أفريقيا لتغطية البطولة واكتفت بأخبار وكالات الأنباء أو الاطلاع على ما تقدمه البرامج الرياضية في بعض القنوات والإشارة إلى موادها وللأسف دون ذكر المصدر". وفي الوقت نفسه يشيد العجمة بالتغطية التلفزيونية قائلاً "أرسلت "الجزيرة" جيشاً من الإعلاميين فقدمت عملاً رائعاً وتعاملت معنا في "روتانا خليجية" بمهنية عالية بعدما تعاقدنا معها للحصول على حقوق لأبرز اللقطات في كل مباراة". وعن برنامج "كورة" الذي يقدمه العجمة يومياً بمناسبة المونديال قال" نواكب الحدث بكل قوة لأخذ مكاننا الطبيعي في قناة "روتانا خليجية" ووفقنا في تقديم عمل ناجح يحتوي على مواد مقنعة للمشاهدين ولكل من يريد أن يستفيد من ساعة رياضية تشتمل على كل ما في المونديال بإيقاع سريع غير ممل". ويعبر فهد المساعد مقدم برامج في قناة "الرياضية السعودية" عن استمتاعه بالتغطية التلفزيونية وأنها كانت في مستوى الحدث فقال "أدخلتنا في أجواء المباريات وقدمت لنا مجريات ما يحدث حتى من قبل بداية المباراة بساعات، بالإضافة إلى برامج متميزة كتلك التي تتعلق بالصحافة مثلاً، وقدمت أيضاً محللين عالميين كمدرب أرسنال وغيره من أسماء مخضرمة في عالم كرة القدم". يؤكد المساعد أن "الجزيرة" نجحت في تغطية المونديال الحالي، ويتمنى أن يرى "القناة الرياضة السعودية" في النسخة المقبلة. أما حول مستويات المنتخبات فيجدها المساعد غير مقنعة ويصف البطولة بأسوأ المونديالات التي شاهدها بدليل كثرة التعادلات السلبية والإيجابية. يقول"خرجت منتخبات عالمية كانت مرشحة لكن الوحيد الذي أدى بمستوى ثابت هو المنتخب الأرجنتيني وأتوقع أن يحقق اللقب". ويضيف المساعد "في البداية أطلقت عليه مونديال الإصابات نظراً لغياب لاعبين كبار أما الآن فيمكن أن أطلق عليه مونديال التعادلات والمفاجآت، فقد تأهلت الأوروجواي والمكسيك وفازت سويسرا على إسبانيا لكن في النهائي ربما تلتقي الأرجنتين مع البرازيل وأتمناها أرجنتينية".