تقودك الحشود الخارجة للتو من ملعب «فونتي نوفا» إلى ساحة في وسط مدينة سلفادور، حيث كان من المفترض أن تحتفل الجماهير الألمانية بفوزها، يقف عدد من سكان المدينة حاملين لافتات تحمل شتائم موجهة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وأخرى تعترض على المونديال. المعارضون يقفون بصمت أحياناً، لكنهم ما إن تقترب منهم عدسات المصورين حتى يبدأوا بالتعبير عن غضبهم، الجماهير المارة من المنطقة تتوقف لمراقبة المشهد، ورجال الأمن يحيطون بالمتظاهرين على رغم قلة عددهم خشية تصاعد الموقف كما حدث في ساوباولو عشية الافتتاح. المشهد يمرّ بسلام، ذلك أن المتظاهرين لا يبحثون في ما يبدو عن إثارة الشغب بقدر ما يعنيهم تسليط الضوء على مشكلاتهم، كل لوحة يحملونها تحكي إضافة إلى شتيمة لاذعة موجهة ل «فيفا» عن مشكلة يعانيها أهالي المنطقة كان الأولى برأيهم أن تحل، قبل أن تفكر حكومتهم في تنظيم المونديال. الجماهير الضيفة على البلاد تعرف حقيقة معاناة أولئك المعارضين، إذ يقف عدد كبير من الجماهير التي حضرت المباراة إلى جوار المعارضين، بل إن بعضهم يقرر المشاركة معهم على رغم أنهم للتو حضروا المباراة، عن ذلك التناقض يقول مشجع ألماني: «كنت سأحضر المباراة أياً كان مقر إقامتها، البرازيل دولة جميلة لكنها تعاني الكثير من المشكلات، أفهم معاناة هذا الشعب وأفهم رفضهم للمونديال، حضرت لدعم ألمانيا التي كنت سأدعمها أينما كانت، لكن ذلك لا يعني أن البرازيل قادرة على استضافة المونديال».