يعتبر المهاجم الجزائري رابح ماجر من أفضل اللاعبين العرب الذين برزوا في نهائيات كأس العالم، إذ ترك بصمة واضحة مع الجيل الذهبي للجزائر في مونديال 1982 في إسبانيا، عندما تمكن من تسجيل هدف الفوز على منتخب ألمانيا الغربية في المباراة التي انتهت (2-1) كإحدى أكبر مفاجآت كؤوس العالم عبر تاريخها. ماجر الذي عاد إلى كأس العالم 1986 في المكسيك يعد أحد أكثر اللاعبين العرب خبرة في مختلف الملاعب الإقليمية والعربية، إذ تنقل في مسيرته الكروية عبر محطات عدة، كان أبرزها قيادته فريق بورتو البرتغالي للفوز على بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا 1987. يقول ماجر الذي خاض تجربة تدريبية في دوري نجوم قطر: «عشت كثيراً من الذكريات الجميلة في ملاعب كرة القدم، وحين تحقق أول نجاح تزداد الطموحات من اللعب للفرق المحلية إلى الانضمام لصفوف المنتخب الوطني، ومن ثم الاحتراف خارج الحدود، والحمدلله حققت طموحاتي كافة». «الحياة» التقت نجم الكرة الجزائرية رابح ماجر قبل ساعات من مباراة «الخضر» أمام بلجيكا في «مونديال البرازيل» الحالي، وتطرق إلى ملفات عدة أبرزها استضافة قطر لمونديال 2022، وإلى جوانب تاريخية عدة في مسيرته الرياضية، فإلى نص الحوار: حدثنا عن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ وهدفك بالكعب الذهبي 1987؟ - إنها واحدة من أجمل الذكريات في مسيرتي، إذ لعبنا في نهائي البطولة أمام بايرن ميونيخ، الذي كان مدججاً بالنجوم، وأنهى الفريق الألماني الشوط الأول متقدماً بهدف لودفيغ كوغل، لكن في الشوط الثاني أخرجنا كل ما في جعبتنا، وتمكنا من تسجيل هدفين، إذ كان الثاني من نصيبي بالكعب، وأطلق فيما بعد عليّ لقب صاحب «الكعب الذهبي» وهو لقب أفتخر به، كما أن هذا الهدف لم يكن في شباك أي حارس مرمى، بل في كان شباك الحارس البلجيكي العملاق جان ماري بفاف. كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في كأس العالم في البرازيل؟ - ما يشعرني بالأسف أنه لم يتأهل سوى فريق عربي واحد إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل، أما حظوظ منتخب بلادي فهي قائمة لكي يعبر إلى الدور الثاني، خصوصاً أن منافسات كأس العالم عبر تاريخها لم تخضع لأي معايير، والمفاجآت فيها واردة، ولكني أحذر من المنتخب البلجيكي الخطر الذي قد يكون الحصان الأسود في البطولة، ولا يستهان أيضاً بمنتخب روسيا مع مدربه القدير فابيو كابيلو، أما المنتخب الكوري الجنوبي فهو من الفرق التي تحرص على المشاركة دائماً في نهائيات كأس العالم، لذا الحذر مطلوب، لكن الحظوظ موجودة. ما الفرق بين الجيل الجزائري الذهبي عام 1982 والجيل الحالي؟ - لا مقارنة بين جيل الجزائر في الثمانينات وأي جيل آخر لحقه، فجيلنا تميز بالاستقرار، والنجوم آنذاك عاشوا أعواماً عدة معاً، وكانوا منسجمين ومتفاهمين على عكس ما يحصل الآن، إذ يقوم المدير الفني بضم اللاعبين المحترفين من مختلف الدول الأوروبية، وليس هناك وقت كافٍ لخلق الانسجام بين اللاعبين المحليين والدوليين، إضافة إلى تكوين عدد كبير من اللاعبين المحليين لخلق فريق منسجم يعيد للكرة الجزائرية مجدها وبريقها. ماذا يعني لك أن يقام كأس العالم 2022 في قطر؟ - إنه أبسط أنواع رد الجميل والعرفان للكرة العربية، لكني دائماً أسأل نفسي لماذا هذا الهجوم على قطر من وسائل الإعلام الأوروبية، وخصوصاً الإنكليزية؟ فهم يهاجمون كل ما هو إيجابي في قطر، لكنني أشعر بالسعادة، لأن قطر تملك إمكانات هائلة، وقادرة على تنظيم كأس عالم فريد ومميز، على رغم محاولات الآخرين إجهاض الحلم قبل أن يتحقق، لأنهم يدركون أن قطر قادرة على النجاح، وهي تمثل الإسلام والعروبة، لهذا تواجه بالحسد والعنصرية، وهنا لا بد من التذكير بأننا في نهائيات كأس العالم 1982 واجهنا الآفة العنصرية ذاتها. حدثنا ماذا حصل معكم في تلك النهائيات؟ - حيكت مؤامرة علينا، فبعد فوزنا على تشيلي (3-2) ارتفع رصيدنا إلى أربع نقاط في المجموعة، فكان على ألمانيا الغربية التي كانت تملك نقطتين في رصيدها (خسارة أمام الجزائر والفوز على تشيلي)، أن تفوز على النمسا بهدف وحيد، حتى تتأهلان معاً إلى الدور الثاني على حسابنا، فالنمسا كانت أيضاً تملك في رصيدها أربع نقاط بعد الفوز علينا وعلى تشيلي، وهذا ما تحقق بالفعل حين سجل الألماني هورست هروبيش هدف المباراة الوحيد، فتأهلتا معاً، والملفت أن هذه المؤامرة انكشفت بعد أكثر من 25 عاماً، وتحدث عنها لاعب منتخب ألمانيا الغربية آنذاك هانس بيتر بريغل والنجم النمسوي المعروف هانس كرانكل. سبق أن دربت في قطر، وكنت أحد المحللين في قناة «بي إن سبورت»، لذا كنت قريباً من الكرة القطرية، فكيف ترى تطورها خصوصاً أنها تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022؟ - قطر تمر بمرحلة تطور على الأصعدة كافة، وخصوصاً في مجال الرياضة، كما أن المسؤولين عن اللجنة المنظمة لكأس العالم قدموا أفكاراً مميزة أسهمت في فوز الملف القطري بتنظيم مونديال كأس العالم 2022، إلى جانب البنية التحتية والمنشآت، وهناك عمل كبير في قطر لبناء فريق قادر على ترك بصمة في نهائيات كأس العالم 2022. في نهاية الحديث من تفضل في كرة القدم؟ - أحب اللعب النظيف، وأشجع برشلونة ومانشستريونايتد.