حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من «الأخطار» التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط بسبب استمرار الجمود في عملية السلام في المنطقة، ولفت إلى أن الفشل في الوصول إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين «سيجر المنطقة إلى الهاوية»، فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بعد اجتماعها مع الملك الأردني في برلين أمس عن انزعاجها من الجمود الذي يلف عملية السلام وعدم تحقيق أي تقدم لبدء مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية. واتفقت المستشارة والملك الأردني على بذل كل جهد ممكن من أجل تأمين استئناف المفاوضات بين الطرفين. وقال العاهل الأردني إنه أكد ضرورة أن توقف الحكومة الإسرائيلية النشاطات الاستيطانية، خصوصاً في القدس العربية المحتلة، مشيراً إلى «أن من مصالحنا الأردنية الألمانية المشتركة عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى المفاوضات، وعلينا التفكير في كيفية التوصل إلى ذلك». ودعا إسرائيل إلى الإفراج عن الأموال العائدة إلى السلطة الفلسطينية. وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن ملك الأردن في رسالة وجهها إلى عبدو سلام ديالو، رئيس اللجنة الدولية المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، أن «الفشل في الوصول إلى السلام سيشكل تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين وسيجر المنطقة إلى الهاوية ويدفع بها نحو المجهول». وأضاف أن «المنطقة تمر بتحولات غير مسبوقة وباتت بأمس الحاجة إلى تحقيق إنجاز تاريخي على صعيد التوصل إلى السلام الشامل والعادل الذي سيحميها وشعوبها بدلاً من الدخول في نفق مظلم لا يعرف مداه أحد». وأكد الملك عبدالله أن «الدول العربية تحدثت بصوت واحد باسم السلام العادل والشامل والقائم على حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على أساس خطوط 1967 عاصمتها القدسالشرقية، والذي يشكل السبيل الوحيد لإنهاء عقود طويلة من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي». وتابع أن «هذا يستدعي شراكة صادقة من الجميع في جهود إحلال السلام وتحقيق الازدهار كي ندفع بالفلسطينيين والإسرائيليين مجدداً لإحياء المفاوضات والوصول إلى اتفاق نهائي يعالج جميع قضايا الوضع النهائي». وجاءت هذه الرسالة في «يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني» في ذكرى قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947. وتضمن القرار إنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم الاراضي الفلسطينية الى 3 كيانات بتأسيس دولة عربية وأخرى يهودية ووضع مدينتي القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية. وبحث العاهل الاردني مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في عمان الاثنين «سبل تجاوز العقبات التي تعترض إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على أساس حل الدولتين». وقام الملك عبدالله الاسبوع الماضي بزيارة الى رام الله أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولت التطورات المتصلة بعملية السلام.