كشف خبير في الأمن والسلامة عن ارتفاع معدلات الطلب على أجهزة الأمن والسلامة بعد حادثة حريق مدرسة جدة تتراوح ما بين 4 و5 في المئة. وقال الدكتور عدنان العباسي ل«الحياة»: «إن عدداً من مدارس جدة تحركت بشكل جدي لإلحاق منسوبيها بدورات تدريبية متخصصة في الأمن والسلامة إضافة إلى إقبال عدد كبير منها على وضع أجهزة إنذارات للحرائق وتجهيزات متكاملة لأجهزة الأمن والسلامة من طفايات حرائق وأجراس إنذار وخلافه». وأشار إلى أهمية تلك الخطوة التي بادرت بها المدارس، «ولكنها جاءت بطيئة»، خصوصاً أن الغالبية تحركت بعد حادثة الحريق، إضافة إلى بحثهم عن السلع المقلدة وقال: «إن عملية الأمن والسلامة لا بد من أخذها بطريقها جدية، وأن تكون معدات السلامة موجودة في المنشأة منذ بدء تأسيسها». وأوضح ان السبب الرئيس في البحث وراء الاجهزة غير الاصلية والمقلدة هو رخص سعرها مقارنة بالاخرى وقال: «تمثل اجهزة السلامة والامن نحو 4 في المئة من كلفة المبنى، ما يجعل الكثيرين يتهاونون في هذا الاجراء لارتفاع كلفته»، مؤكداً ان 75 في المئة من اجمالي اجهزة الامن والسلامة الموجودة في السعودية مقلدة وقال: «وجود مثل هذه الاجهزة والتجهيزات من الماركات الاصلية يتطلب مبالغ باهظة تصل الى الملايين في المباني الكبيرة، وتقدر بحدود بين 100 و250 الف ريال للمبنى المتوسط، في حين يمكن تجهيز المنشآت من اخرى مقلدة باسعار زهيدة تتراوح ما بين 15 و20 الف ريال». واستدرك بالقول: «ان مثل هذه الاجهزة المقلدة لا تدوم كثيراً، اذ يبلغ العمر الافتراضي لها سنة واقل، وهذا ما يجعل من حوادث الحرائق لدينا كارثية». واضاف: «ان العمالة العاملة في مجال الامن والسلامة غير مدربة، وهناك 60 في المئة منهم لا يعرفون طرق التعامل الصحيح واستخدام اجهزة الامن والسلامة». موضحاً اهمية اخذ الامر في الاعتبار من خلال اخضاع جميع العاملين في هذا المجال لدورات تدريبية واختبارات متخصصة من الاجهزة المعنية، للحصول على شهادات رسمية تمنحه رخصة العامل في هذا المجال الخطر. واكد ان انعدم الثقافة والوعي بهذا المجال جعل فكرة اخماد الحرائق تقتصر على طفايات الحرائق واجهزة الانذار فقط وزاد: «ان النظام المتكامل للامن والسلامة يتطلب دراسة متكاملة عن المبنى وطاقته الاستيعابية وعدد أدواره، خصوصاً ان اجراءات الامن والسلامة لا تتوقف على وجود طفايات الحرائق واجراس الانذار، بل تمتد لتشمل اسس سلامة المبنى كنوعية طلاء الجدران والسلالم الرئيسية، اضافة الى سلالم الطوارئ والمخارج، وتوافر لوحات ارشادية في الممرات والطرقات ترشد مستخدمي المبنى لمخارج الطوارئ، التي تكون مهيأة للعمل في اي وقت». واشار الى اهمية وجود مراوح شفط في كل دور من المبنى للحد من عمليات الاختناقات، وسحب الادخنة الناشئة عن الحرائق. وعن اجراءات الامن والسلامة قال: «ان استعدادات الامن والسلامة تتطلب الحرص على اجراء تجربة اخلاء اسبوعية للمبنى، اما قصور الافراح فيطلب منها اجراء التجربة قبل موعد الزواج بثلاث ساعات كحد ادنى للتأكد من سلامة المنشأة وحفظ الأرواح».