قامت الفتيات المُتهمات بقتل شقيقهن مطلع الأسبوع الجاري، في محافظة حفر الباطن، بتصديق أقوالهن، معترفات بارتكابهن الجريمة، وقيامهن بنحر شقيقهن، وقطع رأسه، وتسديد طعنات قاتلة له. فيما نفى أخوهن الأكبر ما تردد عن كون المقتول «تحرش» بشقيقاته، أو أنه كان «يتعاطى المخدرات»، موضحاً أن شقيقاته يعانين من «أمراض نفسية، وكن يتلقين العلاج». واستدعت شرطة حفر الباطن، والد الفتيات، لاستلام الفتاتين القاصرتين (9 و11 سنة)، إضافة إلى والدتهن المُطلقة، بعد ثبوت عدم تواطؤهن في الجريمة. فيما تجري مخاطبات رسمية، للتأكد من وجود ملف للمُتهمات، في مستشفى النفسية من عدمه، ريثما يتم الكشف عليهن، لمعرفة وضعهن النفسي، قبل إحالة القضية إلى المحكمة. ولم يبدد تصديق اعترافات المتهمات، الغموض الذي رافق القضية، التي هزت حي النايفية ومدينة حفر الباطن عموماً، وعلى رغم تكشّف بعض الحقائق، إلا أن سؤال الأهالي: لماذا قمن بذلك؟، فيما لا تزال إجابته حبيسة صدور المتهمات، وملفات محققي الشرطة، التي تتحفظ إلى الآن على الإجابة. وكانت الفتيات الأربع، اقتحمن غرفة شقيقهن الأصغر «ماجد» صباحاً، وقمن بالهجوم عليه، مسددات عدداً من الطعنات إلى صدره، قبل أن يقمن بفصل رأسه عن جسده، وأقفلن الباب، وغادرن المنزل، وبدأن في طرق البيوت، طالبات من سكانها إيوائهن، ريثما يتدبرن طريقة للهرب من حفر الباطن. وقرر إمام مسجد الحي استضافهن في منزله. وحين لاحظ ارتباكهن، بادر إلى الاتصال في الدوريات الأمنية، التي أخذتهن إلى التحقيق. ولم تحاول الفتيات التنصل من القضية، أو إنكارها، بل بادرن إلى الاعتراف، وقمن برواية التفاصيل، من حين اقتحامهن غرفة أخيهن، حتى القبض عليهن. فيما أحجمن عن كشف السبب. فيما كانت الأخت الكبرى تكرر كثيراً «إنه (المقتول) يستحق ذلك» من دون إيضاح الأسباب. وكانت الفتيات يعشن مع والدتهن ووالدهن في منطقة القصيم، قبل أن يقوم الأخير بتطليق والدتهن، وينتقل إلى حفر الباطن، وتزوج من امرأة أخرى، ومكثت الفتيات برفقة والدتهن في القصيم، برعاية أخيهن من أمهن. ثم انتقلن إلى العيش في منزل مستأجر مع والدتهن وشقيقهن المقتول، الذي كان يتنقل بين حفر الباطنوالقصيم. فيما يصف المقربون منه، علاقته بأخواته ب «غير الجيدة»، لافتين إلى أنه قبل الحادثة الأخيرة «وقعت بينهم حوادث شجار عدة، أصيب الشاب بشج في الرأس في إحداها». فيما أوضح الأخ الأكبر للفتيات، الذي كن يقمن في منزله في القصيم، بأن أخواته «يعانين من مشكلات نفسية»، لافتاً إلى أنه سبق أن «ظهر على بعضهن اعتلالات نفسية، وأُجري كشفٌ عليهن في مستشفى الأمراض النفسية»، نافيًا في الوقت ذاته، ما تردد عن كون المقتول «تحرش بهن، أو أنه كان يتعاطى المخدرات، كما روج البعض». وتحفَّظ الكثير من المحيطين في الأسرة، عن الحديث حول تفاصيل القضية، خصوصاً في مجتمع حفر الباطن، الذي يُوسم ب «المحافظ». وطالب الكثيرون ب «طي صفحة القضية، وانتظار نتائج التحقيقات، وصدور الحكم الشرعي»، لافتين إلى أن القضية «عائلية، وقد تتسبب في أضرار اجتماعية متلاحقة على الأسرة، التي عانت ما يكفيها». بيد أن القضية كشفت عن الأضرار التي يخلفها «الإهمال والتشتت الأسري»، فالأسرة عانت ظروفاً «صعبة»، تمثلت في اضطرار أفرادها في بداية حياتهم، إلى السكن في الصحراء، في ظل «شظف العيش»، قبل أن يستقر بهم الحال في منزل متداع في منطقة القصيم، ليعقبها انفصال الأب عن والدة الفتيات، وتزويجه إحدى البنات، وهي في عمر ال12، بمسن لم يلبث طويلاً ،حتى توفي، لتختلط لديها مشاعر الطفولة بالترمل، وما أعقبه من ظواهر نفسية بدأت تظهر على الفتيات. سطو مسلح قادت جهود التحريات والبحث الجنائي في شرطة محافظة الخبر، إلى الإيقاع في متورطيْن في قضية «سطو مسلح» تعرض له أخيراً، مقيم آسيوي بعد خروجه من أحد المصارف المحلية في الخبر، إذ تابعه شخصان «مجهولان» إلى حين وقوفه في مواقف إحدى المجمعات التجارية، وسلبا منه تحت تحديد السلاح مبلغ 62 ألف ريال كان في حوزته. وقال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في تصريح صحافي: «إن القبض على المتهمين جاء بعد تحريات دقيقة وموسعة، شملت عدداً من المشتبه فيهم، إلى أن تم التوصل لمعلومات، تشير لتورط مواطنين (في العقد الثالث من العمر) في القضية، وجرى القبض على أحدهما في محافظة الخبر. فيما تم رصد الآخر في محافظة الأحساء. وتم القبض عليه لاحقاً، بالتنسيق مع شرطتها، وجرى تسليمهما إلى مركز شرطة شمال الخبر، الذي شرع في التحقيق معهما حيال القضية والقضايا الأخرى المماثلة».