اسطنبول، عمان - «الحياة»، أ ف ب - قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إنه يتطلع إلى أن تقبل الحكومة السورية خطة جامعة الدول العربية لحل الصراع في سورية، موضحا: «اذا لم تفعل، فهناك خطوات يمكن اتخاذها بالتشاور مع الجامعة العربية. أريد أن أقول بوضوح إننا لن نتسامح بعد ذلك مع سفك الدماء في سورية». في موازاة ذلك، اكد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج، إن بلاده ترفض بشدة اي تدخل عسكري اجنبي في سورية، كما ترفض اي عملية يطلب من تركيا ان تكون طرفاً فيها ضد هذا البلد، محذراً من ان هذا السيناريو سيكون له «تبعات ثقيلة» على المنطقة. وقال اوغلو في مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الايطالي في اسطنبول امس، إن وزراء الخارجية العرب قد يجتمعون غداً الاحد لمزيد من المحادثات حول سورية، موضحاً انه سيشارك في هذا الاجتماع. وتابع رداً على سؤال حول رد فعل تركيا ازاء عدم انصياع سورية للمهلة التي حددتها الجامعة العربية لقبول استقبال المراقبين: «سننظر في الوضع الواحدة بعد الظهر (11:00 ت غ)، لدينا خارطة طريق اتفقنا عليها مع الجامعة العربية». ولم يتحدث داود اوغلو عن تفاصيل خارطة الطريق، ولكنه قال انه والوزراء سيواصلون التباحث مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وآخرين في المجتمع الدولي حول ما يتعين فعله اذا لم تتخذ سورية خطوات لوقف نزيف الدماء. وقال: «اولويتنا الآن هي نجاح مبادرة الجامعة العربية». كما قال داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في اسطنبول، إن خطة الجماعة العربية للحل في سورية هى «فرصة اخيرة، فرصة جديدة لسورية»، مناشداً القيادة السورية اغتنام هذه الفرصة. ودعا داود اوغلو دمشق الى الموافقة على بعثة المراقبين حتى يتسنى وقف نزيف الدم في البلد الجار والحليف السابق اقتصادياً وسياسياً لتركيا. وقال جودة وهو بصحبة الوزير التركي، إنه يأمل أن توقّع سورية البروتوكول وتوافق على نشر مراقبين كخطوة اولى نحو وقف العنف الذي يحاصر البلاد منذ ثمانية اشهر. وأضاف أن هذه «أمنية جماعية» للعالم العربي واذا لم توافق سورية فيجب الاجتماع مجدداً. وأيدت تركيا، وهي اكبر شريك تجاري لسورية وكانت من أقرب اصدقائها في ما سبق، الموقفَ الذي تبنته الجامعة العربية من سورية. وتركيا متاخمة لسورية، ويحتمل أن يكون لها دور مهم اذا نالت المقترحات الفرنسية بإنشاء مناطق انسانية في سورية تأييداً. وفي الأسبوع الحالي، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من الأسد بوضوح التنحي وإلا سيواجه مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي قتل الشهر الماضي بعد أن ألقى مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي القبض عليه. في موازاة ذلك، اكد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج، ان بلاده ترفض بشدة ايَّ تدخل عسكري اجنبي في سورية، كما ترفض ايَّ مشاركة في هكذا تدخل في هذه الدولة المجاورة التي تواجه منذ ثمانية اشهر حركة احتجاجية يقمعها النظام بعنف. ونقلت قناة «سي أن أن تورك» الاخبارية التلفزيونية عن ارينج، قوله للصحافيين ليلة أول من أمس: «نرفض بشدة اي تدخل في سورية، ونرفض اي عملية يُطلب من تركيا ان تكون طرفاً فيها ضد هذا البلد». وأضاف ارينج، وهو ايضا الناطق الرسمي باسم الحكومة: «هناك دول تقول ان تركيا ستتدخل في الاحداث الجارية في سورية، وهذا امر خاطئ تماما... ليس من المطروح البتة إرسال قوات (تركية) او حدوث تدخل تركي في سورية، كما لن نسمح (لدول) اخرى بالتدخل». واكد المسؤول التركي ان مثل هكذا سيناريو سيخلف تبعات ثقيلة على المنطقة. وتبحث تركيا امكان إقامة مناطق عازلة او منطقة حظر جوي على الحدود مع سورية للحيلولة دون تدفق أعداد ضخمة من السوريين في حال قيام القوات السورية بعمليات واسعة في مناطق قريبة منها. وتستقبل تركيا نحو سبعة آلاف من المعارضين السوريين الذين فروا من الصراع في بلادهم. ومن ابرز المعارضين السوريين المقيمين حالياً في تركيا، العقيد رياض الاسعد، المنشق عن الجيش السوري وقائد «الجيش السوري الحر»، المؤلف من جنود منشقين، والمسؤول عن تنفيذ هجمات داخل سورية. وقد عملت انقرة على النأي بنفسها عن «الجيش السوري الحر»، ولكنها تقدِّم الملاذ للمجلس الوطني السوري الذي يجمع قسماً كبيراً من المعارضة السورية.