فارقت البسمة (30عاماً) أم طارق وطفليها بعد أن تعرض زوجها الأبكم إلى حادثة دهس أودت بحياته منذ نحو ثمانية أشهر، ليطبق عليهم شبح الحزن والبؤس مع ما يقاسونه مع عوز وفاقة. وتعيش الأرملة البائسة مع طفليها في غرفة ومطبخ ودورة مياه متهالكة، معتمدة بعد الله على ما يجود به بعض جيرانها الذين يساعدونها في تحمل قليل من المصاريف التي لا تواكب متطلبات الحياة، إذ وجدت نفسها وحيدة وعاجزة عن تأمين متطلبات المنزل. وتقول أم طارق: «أعيش مع طفلي طارق وطفلتي جنا ذات السنوات الثلاث، وكان والدها رحمه الله يحبها حباً شديداً، خصوصاً أنها الطفلة الأولى له، فعلى رغم أنه كان أبكم وأصم، إلا أنه كان يذهب للعمل منذ الصباح الباكر للبحث عن عمل إلى آخر النهار ليجمع بعض المال الذي لا يتعدى العشرات ليؤمن به قوتنا»، مشيرة إلى أنه لا يذهب إلى العمل إلا بعد أن يأخذ جنا برفقته إلى السوق ليشتري لها الحلوى والألعاب ثم يقبلها حتى لا تبكي عند مغادرته، وبعد عودته للمنزل لا يفعل شيئاً قبل الاطمئنان عليها. وتضيف: «جميع من عرف زوجي، غفر الله له، يشهد له بطيبته وحسن خلقه وحبه لمساعدة الناس في الأعمال الشاقة بمقابل أو من دون مقابل»، مؤكدة أنها كانت تعيش حياة سعيدة على رغم ما يشوبها من عوز في بعض الأحيان. وتتابع: «كان فقد زوجي فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل كان أقسى من ذلك، ويكفي أنه كان بالنسبة لنا، فليس لنا أحد حالياً سوى الله سبحانه وتعالى، ولم أتخيل للحظة أنني سأكون وحيدة ومثقلة بهموم لا قبل لي بها». تتابعت الأحزان على أم طارق وتكالبت عليها الهموم والمسؤوليات، مع أنها قليلة الحيلة وليس في يدها فعل شيء، سواء لنفسها أو لطفليها، «لن تصدقوني إذا قلت إن أكثر ما يشغلني الحالة النفسية لابنتي، فهي لا تكف عن السؤال عن والدها»، لافتة إلى أنها لم تحصل على راتب الضمان الاجتماعي إلا قبل نحو شهرين، بسبب طول الإجراءات في استخراج شهادة الوفاة والمراجعات المتتابعة لإدارة الأحوال المدنية. تتنهد أم طارق وتستطرد: «ابني طارق ما زال في المراحل الأولى في الابتدائية وأخاف على مستقبله فهو يخبرني يومياً أن زملاءه في المدرسة يمتلكون ما يريدون وهو يذهب في معظم الأحيان إلى المدرسة باكياً لعدم وجود نقود بحوزته».