لا تكفي مفردة «معاناة» لوصف الوضع الذي تعيشه أسرة أم جنى، فقد اجتمع على أفرادها التسعة الألم والحرمان والجوع، حتى بصيص الأمل الذي ينتظره البؤساء بات ميئوساً منه حالياً بعد سنوات من انتظار الفرج من إحدى البنات. رب الأسرة الأبكم قضى نحبه متأثراً بحادثة دهس أودت بحياته منذ 7 أشهر ليطبق عليهم شبح الحزن مع حاجتهم وعوزهم لتعيش مع طفليها في غرفة ومطبخ ودورة مياه متهالكة. تقول أم جنى: «إن الأمور تسير نحو الأسوأ، فأنا عاجزة عن تحمل تكاليف مصاريف أبنائي بعد وفاة والدهم، ومضطرة في الفصل الدراسي الثاني إلى أن أحرمهم من الدراسة لعجزي التام عن المصاريف»، مشيرة إلى أن هناك التزامات مالية من فواتير وغيرها، وأنتظر كل يوم فصل التيار الكهربائي، والأسوأ أنني لم أعد قادرة على توفير لقمة العيش لأبنائي، الذين اكتفوا بوجبة واحدة في اليوم. وتضيف: «راتب الضمان لا يكاد يكفي مصاريف منزلي وأفراد أسرتي، والجزء الأكبر منه يذهب في تكاليف علاجية في للمستشفيات والمراكز الصحية، عطفاً على فواتير الكهرباء التي تراكمت علينا. وتستطرد: «أيقنت أنه يجب أن أقاسي ظروف الحياة وأن أتحمل الوحدة ومسؤولية التسعة وحاجاتهم الضرورية خصوصاً أنهم لن يتذوقوا فرحة عيد الفطر المبارك لقلة ذات اليد». وما يؤرق أم جنى أن الأمور تسير نحو الأسوأ، فلم تعد قادرة على توفير لقمة العيش لأبنائها وأنهم مقبلون على عيد الأضحى وتخاف ألا يفرحوا بعيد الأضحى المبارك مثل أقرانهم. مؤكدةً أنه لم يبق لهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا أصحاب القلوب الكبيرة والأيادي السخية، الذين يحبون الخير ويسعون إليه.