شدد وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأمير سعود الفيصل على أن دول التعاون لا تهدف لتحقيق مصالح توسعية أو غايات خاصة أو تدخل في الشؤون الداخلية لغيرها، وأنها مصممة وقادرة على حماية شعوبها ومكتسباتها في وجه ما قد يتعرضون له من مؤامرات أو عمليات إرهابية تتنافى مع أبسط القيم الإسلامية ومبادئ الشرعية الدولية. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من أمس «إن ما تشهده منطقتنا العربية من متغيرات وتحولات عميقة ذات تأثيرات حاسمة، تتزامن مع استمرار تداعيات الأزمة المالية والعالمية التي أثرت سلباً في دول العالم كافة، ولو بنسب متفاوتة رغم ضخامة التحديات وتعدد الأزمات، وأثبتت الأحداث أن مجلس تعاوننا يزداد صلابة ومناعة ووحدة وقدرة، وهو ما حتم عليه أن يأخذ زمام المبادرة في تفعيل التفاوض العربي وتطويره ليأخذ دوره كاملاً في معالجة الأزمات التي عصفت وتعصف ببعض الدول العربية، وفي مواكبة التطلعات المشروعة للشعوب العربية في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وفي دعم ومؤازرة نضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية». وأضاف «أن المجلس الخليجي سيأخذ زمام المبادرة في تفعيل التفاوض العربي وتطويره ليأخذ دوره في حقن الدماء العربية ووقف نزيفها، وتلمس الحلول السلمية الممكنة التي تحمي المصالح العربية من الانزلاق إلى مخاطر الصراعات الأهلية المدمرة». وتابع «لقد شاهدنا اليوم (أمس) بحمد الله التوقيع على مبادرة حل الأزمة بين الأشقاء في اليمن العزيز ونأمل أن يكون هذا التوقيع نهاية لحقبة الصراع وبداية لعودة اليمن الشقيق إلى سابق عهده مهداً للحضارات، وأن ينعم شعبه الشقيق بالأمن والاستقرار وأن تتحقق طموحاته وتطلعاته لبناء مستقبل مزدهر، ودول المجلس تؤكد التزامها الكامل بمسؤولياتها العربية والإسلامية والدولية تمد يدها بكل صدق وإخلاص لأشقائها وجيرانها وأصدقائها للتعاون بكل ما يعود بالخير والسلام، ويحقق المصالح المشتركة للشعوب وتأمل أن يستجيب الجميع لهذه الرغبة الصادقة». وزاد «إن المجلس الوزاري استعرض ما حدث في البحرين من تقديم التقرير الذي قام به مجموعة مرموقة من رجال الدولة في العالم لا غبار على حيادهم ونزاهتهم وقد قدم هذا التقرير وبشفافية فيه ما للبحرين وما عليها وقد أجاب ملك البحرين بكل شفافية وصدق على كل ما ورد في التقرير، فنال إعجاب الجميع ولا بد وأن يكون هذا هو الجواب الحقيقي لمن بدأوا يشككون في نوايا البحرين، ذلك البلد المتسامح ذلك البلد الذي لا أذكر أنه كان في يوم من الأيام له علاقات سيئة مع أي من دول العالم فهنيئاً للبحرين بقيادته، وهنيئاً لنا بوجود البحرين بيننا في مجلس التعاون، كما أن المجلس بحث أيضاً مشاركة الأردن والمغرب واستعرض أعمال اللجان التي اجتمعت مع الأردن والمغرب لتحديد صفة آلية التعاون يبن المجلس وبينهما، واشتمل التعاون مجالات عدة من المجالات الأساسية للعمل المشترك في القرارات الاقتصادية أو الاجتماعية وكما تعرفون قرر المجلس تقديم دعم للأردن والمغرب ليعينهما على التنمية وهذا سيقام العمل به بعد القمة إن شاء الله». وبخصوص موقف مجلس التعاون وموقف المملكة من ليبيا والتطورات الأخيرة في ليبيا وتشكيل حكومة انتقالية فيها قال «بطبيعة الحال متى ما أنشئت الحكومة سيكون هناك تبادل للسفراء، نحن في المملكة لم نقطع العلاقات مع ليبيا إلا لأسباب أخرى غير الأحداث التي حدثت مؤخراً وبما أنها زالت هذه الأحداث والمتسببون في هذه الأحداث فأتوقع أن الأمور ستطبع بين البلدين». ...و تركيا لا تتطفل في تدخلها بالقضايا العربية