شهدت القاهرة امس لقاءً استراتيجياً بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل عنوانه «الشراكة السياسية»، وتضمن التوافق على المقاومة الشعبية وترحيل ملفيْ الانتخابات والحكومة، وإن كان تنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض في الأيام المقبلة هو المحك لجدية اللقاء. وأكد عباس ومشعل ان أجواء إيجابية خالية من الخلافات سادت اللقاء. وصرح الرئيس الفلسطيني: «يهمنا جداً ان نتعامل كشركاء»، مضيفاً: «بحثنا المصالحة بكل تفاصيلها، ونحب ان نقول لكم انه لا توجد خلافات إطلاقاً على أي موضوع، وهذه الأمور سترونها في الأيام والأسابيع المقبلة». من جانبه، قال مشعل: «بهذا اللقاء فتحنا صفحة جديدة فيها درجة عالية من التفاهم والحرص على الشراكة والجدية في تطبيق ليس بنود اتفاق المصالحة فقط، بل كل ما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني وكيفية التعامل مع المرحلة الراهنة والمقبلة»، داعياً الجميع الى «انتظار التطورات على الأرض وليس مجرد الكلام». وعقب اللقاء، أعلن مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق في مؤتمر صحافي مشترك ان لقاءات استكمالية بين الحركتين ستعقد الشهر المقبل تمهيداً لتنظيم اجتماع موسع في 22 الشهر المقبل يضم جميع الفصائل الموقعة على اتفاق المصالحة. كما تحدثا عن اتخاذ خطوات لبناء الثقة خلال الايام المقبلة، خصوصا اغلاق ملف المعتقلين، وخفض القيود على السفر، وعودة الذين غادروا غزة قسرا بسبب الانقسام. إحدى القضايا اللافتة في اللقاء كانت تبني «حماس» للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال، اذ قال الرشق ان الموضوع السياسي كان أساسياً في النقاش، وانه تم الاتفاق على «تفعيل كل جهود الشعب الفلسطيني للتصدي الى الاحتلال ومظاهره من خلال حشد طاقات شعبنا في مقاومة شعبية ووطنية لمواجهة الاستيطان وتهويد الأرض والمقدسات والاحتلال»، فيما قال الأحمد انه تم الاتفاق على تعزيز المقاومة الشعبية لمجابهة الاستيطان والجدار. في الوقت نفسه، لم يحسم لقاء عباس - مشعل قضيتي الانتخابات والحكومة اللتين كان الجانبان حريصين على انجازهما خلال اللقاء، بل تم ترحيهلما الى نقاش لاحق، ما يدفع الى الاعتقاد بأن التهديدات والإنذارات الأميركية - الأسرائيلية ربما تكون لاقت صدى. وقال الرشق: «صحيح أننا لم نعلن عن الحكومة الجديدة اليوم، لكننا تفاهمنا على عدد من الترتيبات، وسنواصل النقاش لبحث هذا الموضوع، ولنعرض الأمر على لقاء الفصائل الموسع».