يشعر شاب سعودي مُخترع، ب «الإحباط»، لعدم تلقيه رداً من مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، التي تقدم لها بأربعة اختراعات على مدى ال24 شهراً الماضية، على أمل أن ينال «براءات» عنها. وانتقد خليل إبراهيم الحيد «ضعف المتابعة» لما يقدم من اختراعات إلى المدينة، بغية الحصول على براءة اختراع. وقال الحيد، في تصريح إلى «الحياة»: «قدمت للمدينة أول اختراعاتي منذ عامين. وأرسلت بعد شهرين الاختراع الثاني. وبعد شهرين أيضاً الثالث. وأرسلت في هذا العام رابع اختراعاتي، على أمل أن أنال شهادة براءة اختراع. لكنني صدمت بعدم المتابعة من الجهة المختصة، في مدينة الملك عبد العزيز». وبعد طول انتظار، تلقى الحيد، خطاباً من المدينة، «أخبروني فيه برفض طلبي، لنيل براءة عن أحد هذه الاختراعات». وحين عرف السبب أصيب ب «صدمة». ويقول: «لم يكن السبب الفكرة، أو المحتوى، بل لأن خط عنوان وصف الاختراع، لم يكن عريضاً، وأن هوامش الكتابة لم تكن بالمسافة المطلوبة. وهي ملاحظات غريبة ولكني احترمتها. ولكن كيف يدققون على مثل هذا، ولا يتم متابعة ما تم تقديمه من مادة علمية؟!». ويعتقد الحيد، أن في المملكة «طاقات شبابية مخترعة، لو وجدت التشجيع والدعم والمتابعة، سيكون لها شأن كبير في خارطة التطوير والابتكار»، محملاً هذا الدور إلى المدينة، لكن طموحه وغيره من المخترعين «يصطدم في الروتين الوظيفي، وعدم المتابعة لما نقدمه من ابتكار واختراع، ما يصيبنا بالملل، وربما الإحباط». ويرى خليل، أن أفكار الاختراعات التي قدمها «غير مسبوقة»، ومنها جهاز تقطير من طريق تحويل البخار إلى سائل بالتكثيف. ويهدف هذا الاختراع بحسب قوله إلى «التقليل من هدر الماء كلياً، لأن تقطير لتر واحد من السائل، قد يتطلب أكثر من 50 لتراً من الماء، تُهدر في عملية التبريد». كما ابتكر حقيبة للسفر تقوم بتحديد وزن ما بداخلها، وفي حال وصل الوزن إلى الحد غير المسموح به، تُعطي قراءة إلكترونية، تحذر صاحبها من زيادة الوزن. وتحوي أيضاً شريحة إلكترونية، تضم معلومات دقيقة عن صاحب الحقيبة، وطرق الاتصال به. ويستطيع المسافر أن يتابع طريق حقيبته، وأين وصلت من طريق نظام الملاحة الموجود في أجهزة الهاتف الموبايل، أو أجهزة الملاحة المختلفة. ويقول الحيد: «لهذه الحقيبة رقم تسلسلي خاص، لا يتكرر في أي حقيبة أخرى. كي يتم تسجيلها في تذكرة السفر في المطارات، لضمان عدم فقدانها في زحمة الحقائب والعفش، وهي ذات فعالية عالية من الناحية الأمنية. وتضمن عدم إدخال أي شيء داخلها، من دون علم صاحبها. وأيضاً ذات قوة ومتانة عاليتين». وتقدم أيضاً بفكرة اختراع أسماها «سعودي سالك»، موضحاً أنه «يتعلق في إدارة المركبات وسائقيها، والحفاظ على أنظمة المرور وتطبيقها. وهو عبارة عن جهاز إلكتروني، يُربط مع كمبيوتر السيارة. ويُعتبر جزءاً منها ومن منظومتها، إذ يتم تخزين بياناتها ومالكها، وكل ما يتعلق بها من قبل إدارة المرور، ويقفل إلكترونياً، لضمان عدم التلاعب في هذه المعلومات. وله القدرة على إرسال واستقبال البيانات المتعلقة في أنظمة المرور وتوجيهاتها. كما أنه يُسهّل على رجال الأمن التعامل مع المركبة وسائقها إلكترونياً. ويسهل أيضاً تعقب المركبات المسروقة أو المشبوهة، برصد تحركاتها ومواقعها. ويكون متصلاً لاسلكياً في شبكة خاصة في المرور، ولدى رجال الأمن وحدات طرفية خاصة، تستطيع الدخول إلى ذاكرة الجهاز، والتعرف على بيانات المركبة وسائقها». وعلى رغم توصله لهذه الاختراعات وغيرها مما لم يعلن عنه، يجد الحيد نفسه «محبطاً»، بحسب قوله، وذلك نتيجة عدم التفاعل معه من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ويقول: «أخبروني أن الاعتراف بالاختراع لن يتم، إلا بعد أن يمر على مراحل عدة. وتتراوح مدة الاعتراف بين سنتين إلى ثلاث سنوات، وهي مدة طويلة جداً، تقلل من الحماس والعزيمة، في ظل عدم وجود اللقاءات والمناقشات والمتابعات، التي يمكن أن تجعل هذه الأيام الطويلة، مليئة بنشاط ذي صلة في الاختراع». وانتقد أيضاً «عدم وجود فروع للمدينة في مناطق المملكة المختلفة، مثلاً في المنطقة الشرقية لا نجد فرعاً لها. ولو تصورنا أن ذلك الفرع في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي معنية في الاكتشاف والاختراع، سيكون التواصل أسهل وأسرع وفاعلاً. ولا نضطر إلى السفر إلى مدينة الرياض في كل مرة، وقطع مسافة طويلة». يُشار إلى أن آخر إحصائية أصدرتها مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، للعام 2010، كشفت أن عدد طلبات براءة الاختراع المودعة لديها، بلغ 931 طلباً، صدر إثرها 262 شهادة، ورفض 393 طلباً، وأُسقط 443 طلباً. فيما لم يُسحب أي طلب. وتشترط المدينة دفع رسوم سنوية، لطلب الاعتراف بالاختراع، وتطبيق القواعد والنظم الشكلية للأوراق المقدمة من نوع الخط، والمسافات المطلوبة للهوامش، وطريقة كتابة الملخص والوصف، والرسوم التوضيحية والبيانية، إلى جانب تعبئة النماذج المطلوبة المتوفرة، عبر موقعها الإلكتروني. وتبلغ رسوم التسجيل 400 ريال للأفراد، و800 ريال للمؤسسات. ... وآخر ينال براءة اختراع من أميركا خلال 3 أشهر