شنّ المخترع السعودي عبدالله البهدل، هجوماً على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، معتبراً أن اهتمامها بالمخترعين يشوبه الكثير من النقص. وأكد أن اختراعاتهم لا تجد الحماية الجيدة من مدينة العلوم والتقنية، منتقداً آلية استخراج براءة الاختراع، واستغراق صدورها مدة طويلة جداً تصل إلى ثلاثة أعوام. وقال في حديث ل«الحياة»، إنه تم الاستيلاء على احد الاختراعات التي قام بها من شركة آسيوية، وتم السماح بدخوله وبيعه في المملكة، على رغم حصوله على براءة الاختراع من مدينة الملك عبدالعزيز، مستغرباً عدم وجود تعاون مشترك بين المدينة والجمارك السعودية، التي سمحت لهذا الاختراع بالعبور، وعدم تحرّك مسؤولي المدينة على رغم علمهم بما حدث. ولفت إلى أنه تقدّم بشكوى إلى مدينة الملك عبدالعزيز منذ شهر أو أكثر حول ما حصل، لكن حتى الآن لم يأته أي رد، ولا يزال الاختراع يُباع في الأسواق. وأوضح أنه من الصعب تقبل فكرة أن يتم الاستيلاء على الاختراع الذي عملت عليه لمدة طويلة، ثم وثقته لدى مدينة الملك عبدالعزيز، وأخذت البراءة الخاصة به، فضلاً عن دفعي رسوماً سنوية للمدينة لأجله، متسائلاً عن الفائدة التي جناها من كل ما قام به، طالما أن الاختراع في النهاية سمح ببيعه. وانتقد سياسة بعض رجال الأعمال وأصحاب الشركات، الذين يعرضون عليه الشراكة معهم، وتقديم أحد الاختراعات للبيع، مع الحصول على نسبة ضئيلة جداً لا تتناسب مع أهمية الاختراع، ومدة الجهد والقيام عليه، مشيراً إلى أنه قد أتته عروض عدة من رجال أعمال وشركات، لكن نسبة المخترع من هذه العروض كانت أقل بكثير من نسبة الشركة. ويعد المخترع عبدالله البهدل أحد المخترعين البارزين الذين قدّموا مجموعة من الاختراعات المهمة وحصلوا على أوسمة وشهادات عدة، وبدأ حياته العملية بالرسم والنحت متأثراً بوالده، ثم انتقل إلى الاختراع، إذ كان أول اختراع قام به في العام 2002، وتجاوزت اختراعاته حتى الآن 10 اختراعات أبرزها «الطبق الفضائي المتنقل»، والمكوّن من حقيبة يدوية سهلة الحمل وخفيفة الوزن، تحتوي على طبق فضائي يستقبل قنوات فضائية عدة، ويغطي مساحة تصل إلى 16 ألف متر مربع، إضافة إلى قدرته على تقديم خدمات أخرى، مثل استخدامه في تشغيل الأنوار وشحن الهاتف النقال. كما استطاع البهدل تصميم «ناقلة أسلحة عسكرية» ضد الرصاص والحريق، يتم فيها نقل الأسلحة وذخائرها بشكل يبعدها عن الخطورة، إضافة إلى ابتكاره «جهاز التحكم بالسيارة عن بعد»، الذي يتيح تشغيل وإطفاء السيارة من أي مكان بواسطة شرائح اتصال، إلى جانب ابتكاره منشاراً لقطع كرب النخيل، ومنشاراً آخر لقص جريد النخيل، ويعمل كل منهما بواسطة «دينمو» له قدرة فائقة على الدوران، وبإمكانهما القطع بشكل سريع ومن دون أي عناء، ومن دون الحاجة إلى صعود النخيل، وذلك من خلال عمود متصل بقرص المنشار. وانتهى أخيراً من اختراع جهاز لتقليب التربة، وتنظيف أحواض النخيل في المزارع والمنازل، التي يصعب دخول «الحراثات الزراعية» إليها، إضافة إلى اختراع يتناسب مع نقاط التفتيش المفاجئة للدوريات الأمنية وأمن الطرق والمرور. وأكد البهدل أن المخترعين بحاجة إلى اهتمام أكثر من الجهات المعنية بهم، لأن ذلك يزيدهم عطاء وإبداعاً، ويمكنهم من تقديم المزيد من الاختراعات.