أصدر الناقد الجزائري الدكتور عبدالملك مرتاض كتاباً بعنوان: «شعرية القصّ وسيمائية النص.. تحليل مجهري لمجموعة تفاحة الدخول إلى الجنة» (دار البصائر الجديدة للنشر والتوزيع الجزائر) ، وجاء في خمسة مستويات بحثية تناولت أربع قصص مختارة، المستوى الأول: شعرية اللغة وكثافتها في مجموعة «تفاحة الدخول إلى الجنة». المستوى الثاني: سيمائية الشخصية وحركاتها في المجموعة. المستوى الثالث: تحليل البناء الحدثي وتدويره في المجموعة. المستوى الرابع: بناء الحيز وتدويره في المجموعة. المستوى الخامس: مسار الزمن وبتره في المجموعة القصصية المذكورة. مع ملحق بنصوص القصص المحلّلة وهي: «تفاصيل صغيرة»، و«صد.. مات»، و«في غمزة عين»، و«أنفاس». وفي تقديمه للكتاب، يقول عبدالملك مرتاض: «.. لم يلبث القاصّون العرب أن انبَروْا يكتبون القصة بمعاييرها الفنيّة الحديثة، ثم الجديدة، بل ذات النزعة الأجدّ، كما جاء ذلك الأديب الإماراتي سلطان العميمي الذي طالعنا بمجموعة قصصيّة جميلة له، وعنوانها: «تفاحة الدخول إلى الجنة». وقد اشتملت على خمس وثلاثين عملاً قصصياً: وذلك ما بين قصة أو أقصوصة، وما بين ما يمكن أن نطلق عليه: «الأقصوصة التغريدة» بلغة التواصل الإلكتروني على عهدنا هذا، أو «الأقصوصة/البرقيّة»، بحيث إنّا نجد كثيراً من هذا النوع من القصص في مجموعة القاصّ سلطان العميمي. وقد بلغ عدد الأقاصيص البرقيّات في هذه المجموعة زهاء ثلاث وعشرين، بحيث لا يجاوز حجمُ الأقصوصة البرقيْة الواحدة منهن أكثر من سطر واحد حداً أدنى، وسبعة أسطر حداً أقصى. وما بقي من القصص، وهن زهاء عشر تبلغ أحجامهن المتعارف عليها نقدياً، مع جنوح إلى التكثيف الشديد في لغة القصّ في الحالين الاثنتين». وتابع مرتاض: «ولعلّ من الطريف أن أذكر للقارئ الكريم أنّ الأديب سلطان العميمي كان ربما قرأ لي طائفة من هذه القصص وهي لا تزال طريّة الحبر، جديدة النشْء، مخطوطة الكَتْب، حين أختلف إلى مدينة أبوظبي، فكنت لا أزال أبدي إعجاباً صادقاً بهن، وأستحثّه على الإسراع بطبعهن، ليستمتع بقراءتهن القراء الهاوون لجنس القصة، كما كنت أستمتع. وذلك ما فعل. ولم أكن قط أفكر في أني سأكتب مقالة، يوماً، عن هذه القصص الجميلة، بل كتاباً تحليلياً لها كاملاً أنافت كلماته عن إحدى وأربعين ألفاً مما يَعُدّون». وأوضح الناقد الجزائري قائلاً: «قد قاربْنا تحليل هذه الأعمال الأربعة (اثنان منها أقصوصتين برقّيتين، واثنان آخران في شكل قصّتين)، ومجموع كلمات الأعمال الأربعة المحلَّلة يبلغ 677 كلمة، بمنهج التحليل الشعريّ الذي كنّا حلّلنا به طائفة من الأعمال الشعرية سابقاً، ذلك بأن القصة تقترب لغتها من لغة الشعر في الإيجاز والتكثيف، يضاف إلى ذلك أن حجم القّصة يشابه حجم القصيدة أيضاً. فهاتان الخاصيتان الفنيتان حملتانا على تطبيق منهج التحليل الشعري في مقاربة هذه الأعمال القصصية هنا، وربما كان ذلك لأول مرة في العربية».