أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أمس، أنه تلقى إخطاراً رسمياً من الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني بالمشاركة في الحكومة التي يستعد الرئيس عمر البشير لتشكيلها. وقال مساعد الرئيس السوداني نائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع في مؤتمر صحافي أمس إن حزبه تلقى موافقة رسمية من حزب الميرغني بالمشاركة في الحكومة الجديدة، لكنه رفض تحديد موعد لإعلانها. ونفى علمه بمعلومات راجت عن تراجع رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي عن موقفه الرافض للمشاركة في الحكومة وطلبه من الحزب الحاكم إمهاله أياماً للعودة من خارج البلاد وعقد اجتماع لقيادة حزبه من أجل طرح المشاركة في السلطة، على رغم رفض الحزب ذلك الشهر الماضي. وكشفت معلومات أن حزب الميرغني سينال مناصب مساعد ومستشار للرئيس وثلاث وزارات هي شؤون مجلس الوزراء والشباب والرياضة والثروة الحيوانية، كما سيحصل على وزيري دولة و19 منصباً في الولايات (مستشار أو وزير)، وثمانية سفراء في الخارجية. وكان حزب الميرغني عقد اجتماعاً طارئاً ليل الاثنين بعد فشل اجتماع سابق، وشهد مواقف متباينة في شأن المشاركة في السلطة، وسط حراسة مشددة من الشرطة ورجال الأمن الذين أبعدوا غاضبين من أنصار الحزب المناهضين لدخول حزبهم في الحكم. وأقر الاجتماع المشاركة في الحكومة ما دفع ثلاثة من قياداته هم بخاري الجعلي وحسن أبوسبيب وعلي نايل إلى الانسحاب احتجاجاً، وندد الأخيران بالمجتمعين قائلين إن الحزب يتجه للمشاركة في حكومة «نظام شمولي». وكشف نايل وهو رئيس لجنة الإعلام في الحزب أن الميرغني لم يكترث داخل الاجتماع لموقف المعارضين بعد تلويح البعض بالاستقالة، وقال لهم: «من يرد أن يستقيل فليستقل». وقال إنه ماض في الاستقالة من حزب «يريد مشاركة نظام شمولي أذاق السودانيين الإذلال طوال 22 عاماً». كما أعلن نائب رئيس الحزب الاتحادي علي محمود حسنين المقيم خارج البلاد براءة حزبه من أي مشاركة في الحكم، واصفاً سلطة الحزب الحاكم بأنها شمولية منهارة، وأن من يوعد من يشارك فيها يُمثّل شخصه تحقيقاً لمصالحه الخاصة. وقال: «مصلحة الوطن تستوجب إزالة النظام لا الوقوع في مستنقعه أو تقديم السند له بالحوار أو المشاركة». إلى ذلك، طالب البيت الأبيض حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم متمردي ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة الجنوب. وجاء الإعلان عن هذا الموقف إثر زيارة قام بها نائب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي دينس ماكدوناه برفقته المبعوث الرئاسي إلى السودان برنستون ليمان إلى الخرطوموجوبا. وقال البيت الأبيض إن ماكدوناه أكد خلال اجتماعه مع رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت في جوبا «ضرورة احترام سيادة السودان، بما في ذلك التوقف عن دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال» في جنوب كردفان والنيل الأزرق.