تمنع فتاوى عدة «سفر النساء من دون محرم»، ويقابلها فتاوى أخرى «تبيح السفر من دون وجود محرم»، وكلا الفريقين «الرافض والمؤيد» يقدمان أدلة على التحريم والجواز، لكن ما يلفت الانتباه أخيراً هو تمدد هذا المنع، حتى بلغ منع دخول النساء لبعض المطاعم بلا محرم، من دون تقديم مبررات لهذا المنع ولا الجهة التي أصدرته. مطاعم ومقاهٍ عائلية تتصدر مداخلها لوحات تنبه على منع دخول النساء بلا محرم، وهو ما يدفع إلى الرأس مئات علامات الاستفهام، حول الجهات التي تقف وراء هذا المنع، أم أن القرار هو اجتهاد شخصي محض لعاملين في المطاعم، أو ملاك لها؟! «أم ندى» مطلقة ولديها «خمس بنات» ولم تنجب ذكوراً، تسأل: «من أين آتي بمحرم، هل يتوجب عليّ أن أستعيره من الجيران مثلاً؟»، وأضافت: «أمر محزن أن تظل تلك «اللوحات التحذيرية» معلقة حين لا يكون في الشرع ما يوجب تعليقها»، وتطرح سؤالاً آخر: «كيف ستكتشف إدارة تلك المطاعم هوية المحرم وصلة قرابته بالمرأة، فهل كل من كانت برفقة رجل سيكون بالضرورة محرماً لها؟!». صفاء موظفة في إحدى الشركات تقول إن «الكثير من المسلسلات تطرقت لهذا الموضوع وناقشته بشكل موضوعي مثل مسلسل «طاش ما طاش»، كما أن كثيرين ممن شاهدوا تلك المسلسلات تبين لهم أن ذلك المنع لا مبرر له»، مشيرة إلى أنها سبق وذهبت مع مجموعة من زميلاتها للغداء في أحد المطاعم ورفض المطعم استقبالهن بحجة أنهن بلا محرم يصحبهن «كان ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من مطعم»، وأضافت: «إننا كغيرنا ممن لديهن وقت دوام طويل يمتد إلى ما بعد العصر وأحياناً إلى المساء، فنضطر في الساعة المخصصة للراحة في عملنا إلى الخروج لتناول الغداء ثم العودة للعمل، خصوصاً أن مقر عملنا لا يوفر لنا الطعام، لذا نقوم أحياناً بطلبه من أحد المطاعم القريبة التي توفر خدمة توصيل الطلبات، وفي أحايين كثيرة يعتذر المطعم عن عدم التوصيل بحجة عدم توفر سيارة للتوصيل، فنضطر للذهاب إليه بأنفسنا». أما جواهر (طالبة جامعية) فترى أنه من حقهن الدخول لأي مكان متاح للعائلات، بغض النظر عن حاجتهن الماسة للدخول من عدمه، وأن ما يسري على العائلة التي معها محرم أو أبناء ذكور يفترض أن يسري أيضاً على النساء، لأن ذلك حق لهن يكفله الدين والعادات والعرف الإجتماعي. وعلى النقيض منها تؤكد حليمة (ربة منزل) أن «ذلك المنع لا يؤثر كثيراً»، وأن المطعم سيخسر إقبال النساء المؤمنات بحقهن في الدخول كغيرهن ممن كانت برفقة محرم، لافتة إلى أن ذلك المنع «ربما يكون لأجل الحد من خروج الفتيات من دون علم أهاليهن». أحد العاملين في فرع من فروع أحد المطاعم الذي يمنع دخول النساء بلا محرم، قال ل «الحياة» إن اللوحة المعلقة «شكلية فقط، وفي حال حضرت للمطعم امرأة بمفردها أو مجموعة من النساء من دون محرم فإننا لا نرفض استقبالهن، وإنما نسمح لهن بالدخول مثل بقية الزبائن»، مضيفاً أن تلك اللوحات «موجودة منذ افتتاح المطعم وأنها على الأرجح قد تكون معلقة بأمر من صاحب المطعم نفسه، وليست بأمر من البلدية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، مشيراً إلى أن جميع المطاعم المجاورة لهم تضع اللافتة نفسها، شأنها شأن بقية المطاعم سواء في مدينة الرياض أو غيرها.