دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة» - أ ف ب ، رويترز - قالت الهيئة العامة للثورة السورية وشهود إن نحو 21 شخصاً قتلوا امس في سورية بينهم أربعة فتية صغار السن في الحولة في حمص، وثلاثة أشقاء في إدلب، وذلك وسط استمرار توغل قوات الجيش وقوى الأمن عميقاً في أحياء محافظات حمص وإدلب وحماة حيث تواصل الاعتقالات والمداهمات. في موازاة ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجهات المختصة في حمص «القت القبض على 14 مطلوباً في دير بعلبة والأوراس ... كما ألقت القبض على خمسة مسلحين في منطقة الرستن وتلبيسة وتسعة آخرين في تلكلخ»، مشيرة إلى أنها ضبطت كمية من الأسلحة معهم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أربعة فتيان (10 و11 و13 و15 سنة على التوالي) قتلوا برصاص طائش اطلقه رجال الأمن في شكل عشوائي من حاجز امني وعسكري مشترك يقع بين كفرلاها وتلدو في قرى الحولة» في ريف حمص وسط سورية. وأوردت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية لائحة بأسماء الفتيان الأربعة الذين «استشهدوا في الحولة». وقال نشطاء إن القتلى سقطوا عندما أطلقت الدبابات النيران على مزارعين في الشارع الرئيسي في تل دو بمنطقة الحولة الواقعة على بعد 22 كيلومتراً شمال غربي حمص بعد أن تجاهلوا حظر تجول أعلن من الدبابات عبر مكبرات صوت. وقال أحد النشطاء ذكر أن اسمه أبو رائد «كانت هناك ضربة في تل دو اليوم وأغلب المتاجر أغلقت بعد مقتل اثنين أمس. لكن ما زال هناك أناس في الشوارع. هذه منطقة ريفية والناس غير معتادين على حظر التجول». كما اعلن المرصد «استشهاد مواطن في بلدة تلبيسة اثر إطلاق رصاص عشوائي من حواجز عسكرية أمنية مشتركة في محيط البلدة ومقتل عسكري منشق برصاص قوات الأمن السورية في مدينة القصير». وفي مدينة حمص، قتل شخصان احدهما «مختل عقلياً اثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية في حي الخالدية حيث يسمع إطلاق كثيف للنار و(قتل الثاني) في حي كرم الزيتون». وأضاف «استشهد مواطن من حي دير بعلبة اثر إطلاق الرصاص عليه من سيارة للأمن على حاجز في شارع الزير كما أصيب خمسة أشخاص بجراح اثر إطلاق رصاص عشوائي من قوات الأمن في حي القصور». وفي إدلب شمال غربي سورية، اعلن المرصد «مقتل ثلاثة أشقاء اثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على سيارتهم». وفي ريف حماة (وسط) قتل مواطن برصاص الأمن الذين كانوا يطلقون النار خلال عملية مداهمات في بلدة صوران». كما أفاد المرصد السوري بأن «قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات أسفرت عن اعتقال 23 شخصاً على الأقل في حيي البياضة والخالدية الذي يشهد تضييقاً للخناق وتعزيزاً للحواجز الأمنية والعسكرية»، موضحاً أن مواطنين أصيبا «بجراح احدهما في حالة حرجة اثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في مدينة معرة النعمان طالبت بإسقاط النظام». أما في محافظة إدلب، فأشار إلى «اعتقال سبعة من المتظاهرين». وفي محافظة درعا أفاد المرصد بأنه «أصيب ثلاثة من أهالي مدينة جاسم بجراح اثر إطلاق رصاص من قبل القوات العسكرية السورية». وأوضح أن الأهالي كانوا يحتجون على «اقتحام مدرسة جاسم الرسمية حيث اعتقلت القوات الأمنية ثلاثة مدرسين وثمانية طلاب واعتدت عليهم بالضرب». كما نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بحثاً عن مطلوبين أسفرت عن اعتقال 29 مواطناً» بحسب المرصد. وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 14 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل أربعة «إرهابيين» أثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص. وأكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه من الكويت أن الدول الغربية لا تفكر بالتدخل عسكرياً في سورية، مشيراً إلى أن المعارضة ترغب في متابعة التحرك السلمي فيما الدول العربية لم تطلب منها التدخل. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي في الكويت التي يزورها في إطار جولة إقليمية «ليس لدينا النية للتدخل عسكرياً (في سورية)، أولاً لأن المجلس الوطني السوري يرغب في الاستمرار بالعمل السلمي، كما أن الدول العربية لم تطلب هذا التدخل». كما اكد جوبيه أن استصدار قرار من مجلس الأمن حول سورية يتيح التدخل العسكري سيصطدم بالفيتو الروسي. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده ستستمر بالتحرك من خلال «تشديد العقوبات» ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي قال انه «فقد كل شرعية»، ومن خلال التنسيق مع الدول العربية. إلا أن جوبيه حذر من «مخاطر حصول مواجهات داخل المجتمع السوري»، وذلك في وقت يتخوف فيه مراقبون من احتمالات حرب أهلية في سورية.