يلفّ الحزن أهالي مدينة الحليفة (210 كيلومترات جنوب مدينة حائل) على طالباته ال12 اللاتي رحلن عن الدنيا، بعد حادثة مروعة على الطريق الذي يوصلهن إلى جامعة حائل أول من أمس. وفيما لا تزال الناجية الوحيدة من حادثة السير وداد معيض الرشيدي (25 عاماً) تحت تأثير المخدر، بعدما خضعت لجراحة لتركيب «أسياخ» حديد في قدمها ويدها، أبلغ أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن أهالي المتوفيات، أمس (الاثنين)، بأن جامعة حائل ستوفر سكناً مجانياً لجميع طالباتها اللاتي يقمن خارج المدينة. وقال إن ثلاثة فروع للجامعة ستفتتح بداية العام الجامعي المقبل، تليها ثلاثة فروع يتم افتتاحها العام الذي يليه. وفي سرادق العزاء في حضور «الحياة»، كانت الأحاديث تتوارد عن الطالبات وأحلامهن التي وأدها طريق زراعي وبُعد منال العلم، وعن أخريات عقدت ألسنتهن المصيبة، وقررن عدم متابعة الدراسة في تلك الجامعة البعيدة. ومن بين القصص المأسوية لراكبات «حافلة الموت» التي رويت ل»الحياة»، أن أم وافي (44 عاماً) والدة الطالبة انتصار الرشيدي حاولت ثنيها عن الذهاب إلى الجامعة يوم الحادثة، بعد أن رأت في منامها رؤيا أفزعتها، وحثتها على أن تستخير، لكن البنت التي تدرس في السنة الثانية تخصص الفيزياء لم تستجب، لأنها قد تتأخر عن تحصيلها العلمي، ولا ترغب في استجداء زميلاتها الأخريات لتزويدها بالمحاضرات التي لم تحضرها. في حين كانت شقيقتها من الأب «تهاني» (20 عاماً) التي تدرس تخصص الرياضيات حريصة على عدم التأخر عن الحافلة، خوفاً من تأخرها عن الوصول إلى الجامعة. وغصّ منزل الطالبة أسماء أمس بمئات المعزين من أقاربها وجيرانها، وأكد شقيقها محمد (27 عاماً) أن أسماء قضت ليلتها الأخيرة بالدعاء وقراءة القرآن، لافتاً إلى أن الراحلة كانت تتحدث عن رفض عدد من زميلاتها إكمال دراستهن الجامعية خشية على أرواحهن من حوادث الطرق التي كانت تتكرر بشكل يومي من دون أن يحرك المسؤولون ساكناً. فيما لم تكتمل فرحة الطالبة أميرة عبدالله الرشيدي التي أعلن عن خطوبتها من قريب لها قبل شهرين، إذ توفيت قبل 10 أيام فقط من موعد زفافها. وذكر شقيقها عبيد الله أنها كانت متفوقة في دراستها منذ المرحلة الابتدائية، وإضافة إلى كونها طالبة كانت محرماً لشقيقها الذي أقنعته بالعمل في نقل زميلاتها الطالبات، بما يعينه على إعالة أسرته المكونة من 4 أشقاء إلى جانب زوجتيه وأطفاله، لكنها توفيت مع شقيقها في الحادثة المؤلمة. والدة انتصار حذّرتها من «رؤيا»... وأسماء قضت ليلتها الأخيرة مع القرآن شقيق الناجية الوحيدة: توقّعناها بين المتوفيات