الذي يحدث للفريق النصراوي لكرة القدم أمر لم يعد خافياً على الجميع، فالفريق لم يعد ذلك الفريق البطل الذي تتوقع جماهيره بأنه يمر بحال انتقالية كما صورها البعض بأنها (مجرد كبوة) سرعان ما يستجمع قواه منها ثم ينهض كما كان يفعل في سالف تلك العصور، فالجماهير النصراوية تكاد تصرف النظر عن ملاحقة عشقها الذي صار وضعه لا يسرها ولا حتى يسر منافسيه، بل إن تلك الجماهير ملت من الوعود التي يطلقها مسيرو النادي والنسب المئوية التي يحددونها من أجل ظهور فريقهم على سطح المنافسة أو يقترب منها على أقل تقدير، فكل موسم أقل من سابقة والمقبل بهذه الوضعية سيكون الأسوأ، وربما تغادر الإدارة الحالية من دون أن تفي بأدنى متطلبات إدارتها، أو أن تبدأ الجماهير النصراوية بمطالبتها بالرحيل قبل انقضاء فترتها التي توشك على النهاية من دون أي رجاء في إصلاح الفريق. فما يحدث داخل أروقة النادي من مكابرات وتنافس مضر بالمستقبل النصراوي سيزيد من حال التراجع، وربما وجد كل محب للنصر وعاشق للكيان أن هذا الفريق سيحتاج إلى معجزة لكي يستقر في المنافسات، ولن نقول مع قريب من المتنافسين، وهذا الموسم النصر يعجز عن الفوز على الفتح والاتفاق والأهلي والفيصلي، وهناك من يأمل من النصراويين في (الإدارة) بأن يحقق الفريق بطولة هذا الموسم، بينما كان النصر في السابق حدّث ولا حرج في هذا السباق، فالإدارة الناجحة عندما تعجز عن تحقيق رغبات جماهيرها تستقيل، والإدارة المحبة للكيان عندما تجد نفسها تطارد سراب من الخيال تتنازل فوراً عن مهامها وتدع غيرها يعمل، فالتاريخ يقول إن نادي النصر تأسس على يد طلاب، أي أنه ظهر من الجماهير، ثم وفّق بمن يديره بأسلوب حضاري، ونقله من ذلك المحيط إلى أن يصبح أول فريق عربي يصل إلى المونديال، لكنه اليوم مجرد حلم ضائع والأسباب يعرفها كل نصراوي، وهي المكابرات والعناد والتحدي والتسابق على نشر الغسيل عياناً بياناً، وهذا تابع لذاك، وذاك تابع لهذا، يأتمرون بأمرهم وينفذون الأوامر، أما الجماهير فهم لا يأمرون وإن أمروا فهم آخر من يطاع، فأي ناد هذا الذي يشجعونه مادام أنهم لا يملكون حق إبداء الرأي تجاهه، وإن أخذتهم الحمية على عشقهم وجدوا من يتصدى لهم ليصفهم (بالحاقدين). ولن أتحدث عن الصفقات الخاسرة والأموال المهدرة والأجانب من اللاعبين الذين لا يشكلون أي فارق، لأنني لو استعرضت هذه الجزئية الصغيرة سنكشف حال الضياع التي يعيشها هذا النادي بجهود مسيريه. من يصدق أن النصر استقطب لاعباً لازال يحمل الرقم القياسي في قيمة عقده، لكن الجماهير لا تراه، هل هو مقلب أم أن هناك من لا يستسيغ اللاعب، أم أنه لاعب معطوب شربوا كأسه بعلقم مر المذاق، ثم لماذا الإصرار على مهاجم لا يلعب الكرة إلا (برأسه)؟ وليت أن هذه الرأس تذكرنا ولو بالجزء اليسير من تلك (الرأس) التي جلبت للنصر السعادة والبطولات والانتصارات (وأين هذا من ذاك)؟!. ألم يعد في النصر من يستطيع تقويم الوضع لفرز الصالح من الطالح في الفريق، ثم لماذا أيضاً الإصرار والمكابرة على حارس مرمى في كل مرة يعترف بأنه سبب الخسارة أو سبب الأهداف التي ولجلت المرمى، ثم يقول لنا بكل سماجة الكل يخطئ!. مشكلة النصر التي تحتاج إلى سنوات طويلة هي تلك الموجة التي تتقاذف النادي بين عناد ومكابرة واختلاف، وليت أن هذا الاختلاف على مصلحة النصر، بل اختلاف فيما يبدو لنا على كيفية ألا يكون النصر ناجحاً من فئة على حساب أخرى، إذاً من يدير النصر؟ ألم أقل لكم إن النصر حتى من يديره غير واضح لجماهيره؟. (هذه مجرد مقدمة لمسلسل ربما يطول). [email protected]