أثار قرار تأجيل مؤتمر عالمي حول «الموهبة والإبداع»، كان مقرراً عقده خلال شهر محرم المقبل، في مدينة الجبيل الصناعية، استياء متحدثين عالميين، كان منظمو المؤتمر وجهوا دعوة لهم للمشاركة في المؤتمر، قبل إلغائه في شكل «مفاجئ»، واعتبر متحدثون طريقة الإلغاء «عدم احترام» لأشخاصهم ومكانتهم العلمية، إضافة إلى «عدم تقدير» لفكرة المؤتمر العالمي، ما ينافي «المهنية» التي يجب أن تراعيها جامعة الملك فيصل (الجهة المنظمة للمؤتمر). وعلمت «الحياة»، أن المتحدثين، قرروا عدم المشاركة في المؤتمر في حال انعقاده في السعودية مرة أخرى، والاستعاضة بمؤتمر مماثل سيعقد في الصين خلال شهر نيسان (أبريل) المقبل. ووصفت مصادر تحدثت ل «الحياة»، قرار التأجيل ب «الغامض»، مشيرة إلى أن اتخاذ القرار «لم تُشرك فيه اللجان المنظمة للمؤتمر، التي تعمل منذ ثمانية أشهر للإعداد لعقد المؤتمر»، ما يعطي انطباعاً بأنه قرار «فردي». ونفت المصادر أن يكون سبب التأجيل، الذي جاء بصيغة «الإلغاء»، «عدم اكتمال الاستعدادات التقنية والمكانية للمؤتمر» بحسب ما صرح به مسؤولون في جامعة الملك فيصل. وعزته إلى رغبة في نقل المؤتمر من الجبيل الصناعية، إلى مقر الجامعة في محافظة الأحساء. وكان من المقرر أن يشارك في المؤتمر الذي يحمل عنوان «رعاية الموهبة.. التميز.. وتنمية التفكير: بوابة المستقبل». 156 متحدثاً، من داخل المملكة وخارجها، سيقدمون 167 ورقة ودراسة علمية. وتشارك في تنظيمه إضافة إلى جامعة الملك فيصل، كل من مؤسسة «الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة»، والجمعية العالمية لأبحاث تطوير الموهبة والتميز، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، ووزارة التربية والتعليم، ممثلة في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، والمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي (قياس). وكانت اللجنة المنظمة للمؤتمر، الذي كان مقرراً أن يستمر خمسة أيام، اختارت 20 متحدثاً رئيساً، يدير بعضهم جمعيات عالمية تُعنى في الموهوبين. وقامت اللجنة العلمية بالبحث عن «أكثر العلماء والمختصين تميزاً في الموهبة والإبداع». وتم اختيار الأفضل وفقاً لدراساتهم وأبحاثهم. وكانت أهم معايير اختيار المتحدثين الرئيسين «أن يكون المتحدث من ذوي الاختصاص والسمعة العالمية، في مجال موضوع المؤتمر، ومدى إسهامه في مجال تنمية التفكير ورعاية الموهبة على المستوى العالمي، إضافة إلى تنوع الخلفيات العلمية والثقافية للمتحدثين، وعمق خبراتهم المهنية والميدانية في بلادهم». وطرحت اللجنة العلمية للمؤتمر ثمانية فروع علمية، يقودها ثمانية علماء مختصين، كل منهم يقود خمسة علماء آخرين، لتنظيم ندوة في ذات الفرع، وكان من المقرر أن يُخرجوا منها كتاباً. ومن أبرز المتحدثين الدكتور فرانكويز جانييه، الحاصل على درجة الدكتوراة العام 1966، في علم النفس التربوي من جامعة مونتريال، والذي نال جوائز مرموقة في مجال تربية الموهوبين، منها جائزة «العالم المتميز» في العام 1966، إضافة إلى جائزتين من جمعية «Mensa». كما يحظى بمكانة مرموقة في الجوانب البحثية والعلمية، في مجال رعاية الموهوبين على المستوى العالمي، ما جعله يحافظ على مشاركاته في النشر، وكمتحدث رئيس في الفعاليات التربوية العالمية». ويصاحب المؤتمر، إقامة معسكرات طلابية، وزيارات علمية وثقافية، ورحلات سياحية، يشارك فيها أفضل 50 طالباً موهوباً، على مستوى الخليج. كما كان من المقرر أن يشهد المؤتمر جوانب ميدانية، منها عرض تجارب ناجحة على مستوى العالم، سواءً كانت لدول أو أفراد، ومن بين الدول سنغافورة، والصين، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وألمانيا». ويصاحب المؤتمر أنشطة وبرامج، إضافة إلى معرض للبرامج الإثرائية، تشارك فيه الجهات الداعمة التي تتبنى الموهبة والإبداع. ومن بين البرامج «القيادات الشابة».