حين فاز برشلونة على مانشستر يونايتد (3-1) في نهائي دوري ابطال اوروبا في ايار (مايو) الماضي كانت التشكيلة الاساسية تضم 7 لاعبين و4 احتياطيين ومدربهم خريجين من اكاديمية «لاماسيا» وفي النهاية لعب ثمانية بالمباراة التي توجت الفريق «الكاتالوني» بطلاً للقارة العجوز. الان يسعى فريق مانشستر سيتي الانكليزي الى سلك نفس الدرب وتكرار تجربة برشلونة عبر الاعتماد على ابناء الفريق للفوز بدوري ابطال اوروبا والهيمنة على الكرة الاوروبية. من النهائي الشهير اعاد برشلونة ابن الاكاديمية سيسك فابريغاس مقابل 24 مليون جنيه استرليني الى النادي بعد ان امضى 7 سنوات في قلعة المدفعجية ارسنال في لندن في المقابل تضم صفوف «السيتيزنز» 9 لاعبين انكليز منهم فقط ميكا رتشاردز ونيدوم اونوها متخرجين من شباب النادي. في الوقت الذي تتواصل انتصارات مانشستر سيتي في الدوري الانكليزي الممتاز يدور العمل على قدم وساق على مساحة 80 فداناً من الحرم الجامعي من اجل بناء اكاديمية على اعلى مستوى. الخطة تقضي جمع كل مراكز التدريب في مانشستر سيتي ضمن اكاديمية واحدة وقد تم اخذ موافقة مجلس مدينة مانشستر. وبانتظار الموافقة النهائية بدأ العمل على ازالة 1,5 مليون طن من التراب الملوث من المكان وهي مخلفات زمن الصناعة بالمدينة. سيطلق على الاكاديمية اسم «اتحاد كامبوس» وسيضم 400 لاعب ناشئ حين ينتهي العمل به منهم 40 سيكون المكان منزلهم ويدرسون به وسيضم ملعب بسعة جماهيرية تصل الى 7000 ما يعطي اللاعبين الفرصة لاختبار مهاراتهم امام جماهير غفيرة. لاعب الفريق الفرنسي باتريك فييرا اعتزل اللعب بعد سنوات طويلة مع فرنسا وارسنال وانترميلان ومانشستر سيتي وهو يقوم بتنظم افاق ومستقبل شباب مانشستر سيتي والجيل الجديد ليصبحوا ابطال وهو يؤكد ان برشلونة هو القدوة في هذه الخطوات. لفييرا راي بالموضوع ويقول: «لا يمكننا القول اننا نريد اللعب مثل برشلونة لكنهم مثال مميز وعلينا ان نقتضي بهم من خلال عملنا هذا». ويكمل: «الطريقة التي حققوا خلالها لقب دوري ابطال اوروبا مع لاعبين تم تطويرهم في اكاديمية النادي يعتبر مثالاً رائعاً لكن لا تنسوا انهم يعملون على هذا المشروع منذ 30 عاماً». الرئيس التنفيذي لعمليات كرة القدم في مانشسيتر سيتي بريان ماروود لعب دوراً كبيراً في اطلاق مشروع «الاتحاد كامبوس» الى جانب المدير التنفيذي السابق في النادي غاري كوك ويقول: «حين تنظر الى الفرق الاسبانية وعلى كل المستويات تتأكد انهم يقومون بالعمل الصائب ومن الطبيعي ان نلقي نظرة على ما يقومون به، خصوصاً برشلونة لأنهم الافضل بما يقومون به وقد سمحوا لنا بالذهاب الى هناك ومشاهدة الفلسفة والثقافة الكروية وكيفية تطويرها خلال سنوات». ماروود يملك خبرة كبيرة مع كرة القدم الانكليزية وعلى اعلى متسوى بعد عمله مع ارسنال وشيفيلد يونايتد وشيفيلد ونزداي وكان يتركز عمله على الشباب ومساعدتهم للوصول الى الاحتراف. يكشف ماروود عن نقطة مهمة جداً في اكاديمية ناديه وهي اذا فشل اللاعب الشاب في الوصول الى مستوى يخوله الاحتراف فإن هناك امكاناً الى منحه فرصة لينجح في شيء آخر مثل مدير تجاري او مدير تسويق او حتى مدير عمليات كرة القدم. كلمات ماروود تخرج وكأنها تحذير للاعبين الذين ينجحون في الوصول الى مرحلة الاحتراف في الوقت الذي لا تزال مشكلات الارجنتيني كارلوس تيفيز تعصف بالنادي وهو يؤكد ان احد اهداف الاكاديمية تغيير فلسفة اللاعبين والعقليات السلبية «تشعر بالاحباط وخيبة الامل حين تشاهد تصرفات بعض اللاعبين لذا نحاول هنا إنتاج لاعبين افضل لكن بشخصيات مختلفة. وكشف بريان ماروود عن أن مالك نادي مانشستر سيتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على تواصل يومي من خلال مستشاريه وهو يعملم ان وجود شخصين مثل باتريك فييرا وبريان ماروود سيساعد في تحقيق الطموحات المطلوبة من الجيل الجديد. خطة «اتحاد كامبوس» ستتماشى مع قانون الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عبر تخفيض موازنات الاندية في سوق الانتقالات علماً ان مانشستر سيتي استمتع خلال السنوات الثلاث الماضية بضم افضل لاعبي العالم لكن لباتريك فييرا رأياً في الموضوع «في الوقت الذي يسعى الاتحاد الاوروبي لتقليص صرف الاندية في سوق الانتقالات اعتقد ان الاكاديمية هي فرصتنا الأم لتطوير لاعبين شباب». يضم مانشستر سيتي في صفوفه 9 لاعبين انكليز وهم ميكا ريتشاردز وواين بريدج وجوليون ليسكوت وجيمس ميلنر وأدم جونسون وغاريث باري وأوين هاريغريفز ونيدوم اونوها وجو هارت.