غرفة خشبية هي المكان الوحيد، الذي يأمن ناصر وزوجته وأبناءه الخمسة على أنفسهم للنوم والجلوس فيه، فعلى رغم وجود ثلاث غرف في المنزل، إلا أن هذه الغرفة الخشبية هي «الأكثر صموداً واحتمالاً» في منزلهم «الآيل للسقوط». ويؤكد ناصر الكويظم الذي يسكن قرية القرن (محافظة الأحساء)، أن المنزل «قديم جداً ومتهالك، لذا لا نأمن على أنفسنا، فهو معرض إلى الانهيار في أية لحظة، وتوجد في المنزل غرفة خشبية شبه معزولة عنه تعتبر مقراً للأساس». ولا يملك الكويظم هذا المنزل، فهو مستأجر و«لم يكلف صاحبه عناء صرف أي ريال لترميمه، لأنه من الأساس متهالك وبحاجة إلى هدم وإعادة بناء، وليس ترميماً فقط»، بحسب قوله. وتقدم ناصر بطلب مسكن ضمن مشروع إسكان الملك عبدالله الخيري قبل نحو تسع سنوات. وعلى رغم توزيع منازل على المتقدمين في العام ذاته، إلا أنه لم يكن من ضمن الحاصلين على وحدة سكنية ويقول: «لدي ما يثبت أن بعض من حصلوا على مساكن ضمن المشروع ليسوا مستحقين، فبعضهم يملك منزلاً، فيما أنا في أمس الحاجة لمكان يؤويني وأبنائي، لم يشملني التوزيع وما زلت أجهل السبب». وتوجه الكويظم مرات عدة إلى الرياض، والتقى المسؤول عن توزيع المساكن شخصياً، الذي يرد عليه في كل مرة بأنهم «سيقومون بدرس الحالة». ولا يرى شيئاً من ذلك، وأضاف: «أسكن في المنزل الحالي منذ نحو سنة ونصف السنة، وقبل أن استأجره كنت أقيم في منزل والدي، إلا أن ضيق المكان كان سبباً في بحثي عن منزل يناسب دخلي الشهري البالغ 3200 ريال (يعمل حارساً في مدرسة)، وعثرت على هذا البيت المتهالك، الذي استأجرته ب450 ريالاً في الشهر. وكلي أمل أن يشملني السكن الخيري، مناشداً المسؤولين عن المشروع النظر في أمره. ويعتبر ناصر استئجار مكان أكثر أماناً واستقراراً «أمراً مستحيلاً»، على حد تعبيره، موضحاً: «أدفع مبلغ ثلاثة آلاف ريال سنوياً، لأتمكن من السير على قدمي، وهو ثمن لقاح من طريق الحقن، فيما لا يتوافر اللقاح في المستشفيات الحكومية. وفي إحدى السنوات؛ حاولت أن امتنع عن اخذ اللقاح. وكان مضى أسبوع فقط على موعده، فلم أتمكن من المشي، وانتابتني آلام لم أتمكن من مقاومتها، هذا بسبب إصابتي بإعاقة في القدمين يطلق عليها «التيبس»، إضافة إلى أنني مُلزم بسداد ديون بنحو 54 ألف ريال على شكل أقساط. فيما أتسلم 800 ريال شهرياً من التأهيل الشامل، بسبب إعاقتي واستحقاقي للإعانة، وكلي أمل أن احصل على المنزل بعد سنوات انتظار، فقد كبر أبنائي ولم يعرفوا معنى الاستقرار والمسكن الآمن، فأكبرهم الآن في العاشرة من عمره، وأصغرهم يبلغ من العمر شهرين، وأنا الآن في العقد الرابع من العمر، وأكبر همي تأمين مأوى لهم، ولم استطع تحقيق ذلك إلى الآن».