رأى المفتي العام للمملكة عبدالعزيز آل الشيخ أن الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي صعبة لا نهاية لها، ولن يستطيع التخلص منها بسهولة، إذ إنه سيتراجع أعواماً عدة، كون الأمر خطراً، والجرم كبيراً، والفساد عريضاً». وقال في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: «يمر على الأمة الإسلامية عام عاشت فيه الفتن والمصائب، ألا يتيقظون بالانتباه ويتبصرون بالأمور، إنها فتن كقطع الليل المظلم يظنها البعض نجاة وتخلصاً من أوضاع سيئة، وإعداداً لأمور حسنة». وأضاف: «للأسف الشديد انقلب الأمر وانعكست الحال، وأصبحت تلك الفتن وقوداً للأمة لتدمير كل قيمها، وانخدع فيها من انخدع، وضلَّ بها من ضلَّ، فسفكت الدماء، ومُزِّق شملها، وأصبحت الأمة في فوضى». وذكر أن عدداً من البلدان الإسلامية انتشرت فيها «الفتن والجهالات والضلالات التي فرقت الأمة ودمرت بلدانها بأيدي شعبها قبل أعدائها، وفتحت المجال لتدخل الأعداء في شؤون الأمة». وأوضح أن الأمة الإسلامية ضلَّت كثيراً من الآراء والحقائق وروَّجت لإشاعات، «ولم يتبصروا في عواقب الأمور ومآلاتها، إذ إن هذه الفتن أتى بها أعداء الأمة الإسلامية، وجعلوها على أيدي أبنائها الذين فتنوهم لها حتى ظنوا أنها حقائق وأمان كاذبة، ووعودٌ غير صادقة». وتساءل: «ما النتيجة والثمار والبلدان الإسلامية دمرت، ورمّلت النساء، وقتل الأطفال وضاع المجتمع فوضى بلا قيادة»؟ وأكد أن تلك الفتن لم تأتِ لإقامة حق أو إصلاح أو تعديل، بل قضت على كل رطب ويابس. وطالب بعدم الانخداع برأي أعداء الله، فمهما أظهروا من تعاطف ورحمة وإحسان ورفق بالإنسان كما يزعمون، لكنها أمور مبطنة تبيح التدخل في شؤون الأمة الإسلامية، واتخاذ أبنائها ذريعة لتنفيذ وتخطيط ما يريدون.