اتجهت سيدات إلى استبدال العباءات بفساتين وملابس الأفراح والمناسبات في الآونة الأخيرة، بعد أن تخلين عن الأزياء والعباءات التقليدية، مفضلات عليها أنواعاً جديدة من العباءات التي تحمل تصاميم عصرية تتضمن الكثير من الإضافات الجديدة التي استحوذت خلال الفترة الماضية على اهتمام شريحة كبيرة من الفتيات. ولا يقتصر دور هذه العباءات على الجانب الشرعي والعادات والتقاليد، بل تعدت ذلك فأصبحت من ضمن أزياء المرأة التي تهتم بها، وحلّت مكان فساتين حفلات الأعراس والمناسبات. ودخلت العباءات مجال تصميم الأزياء، إذ اتجهت سعوديات إلى مجال تصميم العباءات، الذي لقي مردوداً إيجابياً عالياً في مجال التصاميم، وربما تصل كلفة العباءات في بعض الأحيان إلى خمسة آلاف ريال. فيما تحرص الكثير من طالبات الجامعات والكليات على التفنن في اختيارها، إذ يكتفين بلبس هذه العباءة داخل القاعات وساحات الجامعة ما يغنيهن عن التكلف في الملابس والزي الجامعي. فيما اتجهت أخريات إلى تخصيص عباءات تحوي مجوهرات واكسسوارات حديثة للحفلات والمناسبات. وعلى رغم أن الكثيرات في السابق كن يحرصن على اختيار أفخم أنواع الملابس، وأشهر الماركات العالمية إلا أن الوضع تغيّر في الأعوام الأخيرة، بعد اتجاه الكثيرات إلى اقتناء أفخم أنواع العباءات في المناسبات. وهو ما أوجد سوقاً كبيرة في بعض الدول الخليجية مع توجه الخليجيات أخيراً إلى سوق العباءات في المملكة، لاقتناء آخر الصيحات وتسويقها من طريق مواقع التواصل الاجتماعي والمتاجرة بها من خلال عرضها على الزبائن وبيعها بأسعار أعلى من أسعار شرائها في الأسواق السعودية. وقالت سلوى السعيد (خليجية) ل «الحياة»: «إنني وزميلاتي في الجامعة من المهتمات بالتجديد في موديلات العباءات على رغم أننا لا نلبسها كثيراً في بلادنا، إلا أنها أصبحت صيحة جديدة من الموضة». وأضافت «في البداية كنت أحضر إلى السعودية وأشتري عدداً من العباءات للاستخدام الشخصي أو لعائلتي وزميلاتي، ولكن بعد أن لاقت الموديلات التي أرتديها استحسان الكثير قمت بشراء كمية كبيرة من العباءات وتاجرت بها، وعندما ازداد الطلب اتفقت مع محال عدة في المملكة على أن توصّل لي الطلبات، و روجّتُ لها عبر برنامج «الانستغرام». فيما أوضحت إحدى مصممات الأزياء (فضلت عدم ذكر اسمها) أنها في بداية مشروعها كانت تصمم الفساتين وأزياء الأفراح والمناسبات الكبيرة، إلا أنها لم تلقَ قبولاً كبيراً مثل تصاميم العباءات التي اتجهت لتصميمها أخيراً. وقالت المصممة ل «الحياة»: «العباءات أصبحت من الأزياء المهمة في حياة المرأة السعودية، بينما كانت سابقاً لا تشتريها إلا في الأعياد أو المناسبات، أما الآن فهي من الأمور الضرورية والمتجددة، فأحياناً تفضل المرأة تغييرها كل شهر أو شهرين، إضافة إلى أن لكل مناسبة عباءة خاصة، فالسوق لها عباءة وللوظيفة أخرى وللأفراح والحفلات عباءة خاصة». وحول الأسعار ذكرت «بعض العباءات تحوي مجوهرات «الشوارفسكي» وهذه تتعدى أسعارها الخمسة آلاف ريال، وبحسب الخامة والموديل والتصميم تحتسب الأسعار». وقالت مريم القرني (طالبة جامعية): «إن العباءات أصبحت زياً رسمياً في الجامعة، إذ إن الطالبات مللن شراء الملابس والتجديد اليومي، وفضلن لبس العباءات بموديل مميز داخل القاعات وفي صالة الجامعة». وأضافت «حتى في المناسبات والأعراس فضلت الكثيرات لبس العباءة المزينة بالاكسسوارات بدلاً من شراء الفساتين». يذكر أن رئيس لجنة الملبوسات الجاهزة في «غرفة جدة» محمد الشهري قدر في تصريح سابق حجم سوق العباءات في السعودية ببليوني ريال سنوياً، مؤكداً أن سوق العباءات في المملكة «جيدة في جميع المواسم لأن العباءة هي الزي الرسمي لنساء المملكة».