انعكس الخبر عن توقيف خمسة مشتبه بهم في تنفيذ سلسة من جرائم القتل والسلب في عدد من مناطق المتن (جبل لبنان) بحق ألبير النشار وشاكر عبدالنور والعريف زياد هاني ديب وهاغوب يعقوبيان وآخرين، ارتياحاً في لبنان، خصوصاً بعد امتداد عمليات قتل من وصف ب «القاتل المتسلسل» لأشهر عدة، معتمداً الطريقة نفسها في التنفيذ. وفي التفاصيل، كما روتها مصادر أمنية ل «الحياة» أن المتهمين بارتكاب 12 جريمة قتل وسلب هم خمسة أشقاء سوريين يقطنون في شقتين منفصلتين في منطقة برج حمود، وأن ثلاثة من الأشقاء حصلوا على الجنسية اللبنانية عام 1994، أما الآخران فجاءا إلى لبنان أخيراً من سورية. وأوضحت المصادر أن «المتهمين بدأوا ارتكاب جرائمهم منذ نيسان (أبريل) الماضي، لكن جرائم القتل بدأت في آب (أغسطس) الماضي، إذ يشتبه في تنفيذهم 12 جريمة، راح ضحيتها 9 أشخاص و3 جرحى نتيجة السطو». ورجحت المصادر أن يكون «اثنان من الإخوة المجنسين يقفان وراء الجرائم الأساسية أي القتل، وأن أحدهما يعمل سائق أجرة أما البقية فعمال». وأعلنت أن «بعد توافر المعلومات التي قادت إلى الاشتباه بالإخوة الخمسة، راقبت فرقة من فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي مكان سكنهم، وفجراً، وبعدما تأكدت من وجودهم جميعاً في المكان، داهمت الشقتين، وعثرت على المسدس الذي استخدم في ارتكاب الجرائم». ولفتت المصادر إلى أن «عمليات القتل نفذت بمسدس مزود بكاتم للصوت، كان يوجه إلى رأس الضحية مباشرة في منطقة فوق الأذن ويطلق النار منه، من دون أن ترجح حصول مشادة أو اشتباك بين القاتل والضحية، لعدم وجود آثار لأي عراك على جثث الضحايا». وأضافت أن «التحقيق انطلق أمس بناء لإشارة النيابة العامة التمييزية، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتكاب هذه الجرائم، وما إذا كانت ناتجة من (سبب نفسي) هوس بالقتل أو بدافع السلب، خصوصاً أن بين القتلى من وجدت بحوزته أوراقه وأمواله، وبينهم من سلبت منه». وكانت شعبة المعلومات وبعد توالي الجرائم وتشابه ظروفها إذ إن معظم ضحاياها كانوا من سائقي السيارات العمومية، وكان يجري رميهم من السيارة بعد تنفيذ الجريمة، ثم إحراق السيارة في مكان آخر، كلفت عدداً من عناصرها باستئجار سيارات عمومية تابعة لمكاتب لمنع إثارة الشبهات، فارتدوا الملابس الخاصة بهذه المكاتب، وجالوا بالسيارات في منطقتي المتن وكسروان ليلاً (في نطاق ارتكاب الجرائم). وفي منتصف الأسبوع الماضي، حصل عراك بين عنصر من المعلومات واثنين من المشتبه بهم في كسروان، وتمكن العنصر الأمني المدرب من جرح أحدهما وأخذ عينة من الدماء أخضعت لفحص (دي إن أي) ما سهل إلقاء القبض عليهم وإجراء فحوصات مخبرية لتأكيد ضلوعهم، فضلاً عن متابعات عبر الجهاز الخليوي الخاص بالعريف ديب الذي سلبه واستعمله الجناة ما ساعد على تحديد أماكن انتقالهم ووجودهم. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وهنأه على الإنجاز، كما هنأ ريفي شعبة المعلومات ومكتب الأدلة الجنائية في وحدة الشرطة القضائية على ما حققوه. وأمس، تحدث وزير الداخلية مروان شربل عن العملية، منوهاً بجهود فرع المعلومات، ومتمنياً تفعيل عمل كل الأجهزة. وأوضح في مؤتمر صحافي أن «الأشقاء الخمسة هم ميشال وجورج وعزيز وموسى وموريس تانليان المعروفين بلقب عائلة بو حنا وجميعهم من التابعية السورية وحصل على الجنسية اللبنانية عزيز وموسى وموريس. وأعلن وتبين أن المسدس المستخدم في الجرائم يعود إلى ميشال تانليان المعروف بميشال بو حنا»، مشيراً إلى أن «أحد المجرمين ضبط وهو يتحدث بواسطة خليوي لعسكري قتل في الأسبوع الماضي وكان يحاول بيعه».