فوجئ الوسط الكسرواني (جبل لبنان) بما تتناقله الماكينة الانتخابية ل «التيار الوطني الحر» في كسروان من أن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون على وشك التخلي عن تحالفه الانتخابي مع الوزير السابق فارس بويز بخلاف ما كان أشيع قبل أشهر من أن التحالف بينهما قائم وأنه سيكون من الثوابت على اللائحة. وذكرت مصادر متابعة ل «الحياة» ان عون بدأ يتفلت من تحالفه مع بويز على رغم أنهما كانا على تواصل منذ الانتخابات النيابية السابقة في صيف 2005 وأن الاتصالات بينهما تكثفت في الأشهر الأخيرة. وبحسب المعلومات، فإن بويز تجنب مفاتحة عون بشأن الانتخابات في كسروان مع أن الأخير لم يترك مناسبة إلا وأثنى فيها على مواقف بويز ووقوفه الى جانبه في الانتخابات السابقة، وهو كرر موقفه الايجابي من بويز في الأسابيع الأخيرة، مضيفاً امام أركان ماكينته الانتخابية في كسروان أن تحالفهما قائم وأن لا عودة عنه مهما كلف الأمر. وانطلق عون في تأكيده هذا من نتائج استطلاعات للرأي أنجزتها مؤسسات مختصة وسجلت لبويز تقدمه على معظم النواب عن دائرة كسروان المنتمين الى «التكتل»، في مقابل عدم صدور أي رد فعل من بويز وكأنه بدأ يحس بأن هناك من يكمن له عند «الجنرال» وأنه يريد منه الدخول في معارك جانبية مع المرشحين المنافسين له ليكون في وسع «النافذين» داخل «التيار الحر» التخلي عن تحالفهم مع بويز بعد أن يكونوا قطعوا عليه الطريق أمام التحالف مع خصوم «تكتل التغيير» بذريعة أن لديه مشكلة معهم. لكن بويز تجنب الدخول في معارك انتخابية جانبية مخالفاً رغبة هؤلاء النافذين الذين يخططون لاستبعاده عن لائحة التكتل بخلاف ارادة عدد من أركان الماكينة الانتخابية لعون في كسروان، الذي صارحوا الأخير بأن التخلي عن بويز سيرتد عليهم سلباً وأن بعض المرشحين غير قادرين على جذب أصوات المقترعين للائحة. وقيل لعون من قبل بعض أركان ماكينته الانتخابية إن التخلي عن بويز يعني أنه يقدم هدية مجانية لخصوم «التيار» في كسروان، اضافة الى ما يترتب عليه من احراج أمام الرأي العام الذي كان يراهن على تحالفهما. ومع أن بويز يفضل عدم الدخول في سجال على خلفية ما أخذ يشيعه نواب في «التكتل» من أن عون تخلى عن التحالف معه، أكدت المعلومات المتوافرة ل «الحياة» أن موقف عون من بويز أخذ يتبدل اخيراً. وهناك من يعزو السبب الى أن عون وقع ضحية عدد من «النافذين» في «التكتل» الذين ينصحونه باستمرار بعدم المجازفة في التعاون مع بويز، خوفاً من أن ينقلب عليه، كما فعل نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر الذي خرج من التكتل. يضاف الى ذلك أن وجوده في التكتل سيمكنه من أن يطغى على معظم النواب الذين يبدون ملاحظات على أداء عون السياسي لكنهم سرعان ما يتراجعون في حضوره عن انتقاداتهم. واذا قرر عون استبعاد بويز وربما أحد مرشحيه من النواب الحاليين لمصلحة مسؤول في التيار، فإن التحالفات الانتخابية في كسروان ستكون أمام خلط أوراق.