شدد «منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي» في قمته الأولى التي عقدت في الدوحة امس على ضرورة التوصل إلى سعر عادل للغاز يكون مرتبطاً بمستويات اسعار النفط، فيما حذرت إيران الدول الغربية من فرض ضرائب على واردات الطاقة. وأعربت دول المنتدى ال 12 في بيان ختامي عن «الحاجة إلى سعر عادل للغاز الطبيعي على قاعدة الغاز في مقابل النفط للتسعير». واعتبرت الدول الاعضاء في المنتدى ان السعر العادل ضروري لالغاء التفاوت في الاسعار بين مصدرين مهمين للطاقة هما الخام والغاز الطبيعي. وأكد البيان ان دول المنتدى «تقر بأهمية العقود الطويلة المدى لتحقيق آلية تقاسم متوازن للأخطار بين المنتجين والمستهلكين». ودعت الدول الاعضاء الى تعزيز التعاون بينها وبين المستهلكين، خصوصاً في مجال التكنولوجيا. وعقد المنتدى في حضور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل وغاب عنه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وتملك دول المنتدى مجتمعة نحو 70 في المئة من الاحتياطات العالمية من الغاز الطبيعي، وبينها روسيا المنتج الاول للغاز في العالم، وايران وقطر والجزائر وفنزويلا. وأكد وزير الطاقة القطري محمد السادة، أن القمة وجهت بان تكون اسعار الغاز عادلة، مشيراً الى السعر المكافئ للنفط. ونفى وجود ضغوط على دول المنتدى، لكنه اشار الى تساؤلات من دول مستهلكة حول اهداف المنتدى، مؤكداً أن الرد عليها حصل في شكل شفاف. وقال: «ليس من أهداف، المنتدى وضع آليات لتسعير الغاز لكن هناك دعوة للعالم ليقدّر هذه الطاقة النظيفة». الافتتاح وقال امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في كلمته الافتتاحية: «تأسس هذا المنتدى لحماية مصالح مصدري الغاز اسوة بما تلقاه صناعة الفحم والنفط من حماية ودعم من أطراف متعددة، لذا علينا أن نعمل بجدية لتحقيق هذه المصالح من دون أن يؤثر ذلك سلباً في مصالح مستهلكي الغاز». وأضاف: «من غير المعقول ان تزداد الفروق بين اسعار النفط والغاز لصالح الاول على رغم المزايا الحرارية والبيئية التي يتمتع بها الثاني، ولذا على مصدري الغاز الا يتخلوا عن مطلبهم العادل بأسعار غاز معادلة للنفط والعمل بالوسائل كلها لتحقيق هذا المطلب». وأشار الى ان المنتدى لا يسعى الى تحقيق ذلك عبر «التحكم بالانتاج» اسوة ب «منظمة الدول المصدرة للنفط» (اوبك)، وانما «عبر وسائل اخرى كتطوير التقنيات التي تزيد من مجالات استخدام الغاز ودعمها، وتعزيز مناصرة استخدام الغاز في المحافل الدولية والاقليمية والتأثير في القوانين التي تدعم استخدامات الغاز والعمل على اصدار قوانين تاخذ في الاعتبار المزايا البيئية للغاز وتبادل المعلومات عن الاسواق والمساعدة الفنية والمالية والترويج لتطوير أسواق جديدة». وحض دول المنتدى على «الشفافية» وحذر من أن «عدم الالتزام بذلك من قبل بعض الأعضاء سيؤثر في شكل سلبي في مصالح الأعضاء خصوصاً الكبار منهم». ولفت الى ما قيل عن ان مستوردي الغاز في السابق بأنهم أعضاء في منتدى للأغنياء، مؤكداً «أننا عملنا قدر الإمكان على تغيير ذلك بفتح أسواق جديدة»، وأعلن أن المنتدى يرحب بأي مصدر للغاز يرغب في الانضمام اليه ويشجع على ذلك. يشار الى أن عُمان هي أحدث عضو في المنتدى الذي يضم 15 دولة بينها ثلاث دول مراقبة. مواقف المشاركين وأكد الرئيس الجزائري ان «تأمين الشروط لتقاسم الأخطار بين البلدان المنتجة والمصدرة للغاز والمستهلكة بالانصاف، بما يشجع على اقامة مشاريع غازية جديدة». ودعا الى الاهتمام بالبيئة في سياسات الطاقة، محذّراً من أن يؤدي التذبذب الكبير الذي سجلته الأسواق في النهاية الى الحاق الضرر بالمصالح الأساسية للدول المصدرة والمستهلكة. ولقيت دعوة أمير قطر الى أسعار عادلة للغاز، دعماً من مصر التي القى رئيس وفدها، عبدالله غراب، كلمة نيابة عن رئيس المجلس العسكري، المشير محمد حسين طنطاوي، مشدداً على أن مخزونات الطاقة كافية وتتماشى مع طلبات السوق. اما وزير النفط الايراني مصطفى قاسمي فشدد على ان قمة المنتدى «تشكل منعطفاً مهماً في سوق الطاقة» محذراً في الوقت ذاته من ان يؤثر وضع الدولار الذي تتناقص قيمته، سلباً في الاقتصاد العالمي. وندد الوزير الايراني بالضرائب التي تفرضها او تسعى الى فرضها الدول الغربية على واردات الطاقة. وقال في هذا السياق «ان اي ضرائب تفرضها الدول المستهلكة ستخرج سوق الطاقة عن مسارها». وطمأن رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل «الأصدقاء بأن رعاياهم ومصالحهم مؤمنة في ليبيا الجديدة التي ستحترم المواثيق الدولية، وستكون عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي لتحقيق الأمن لكل الشعوب». ودعا أيضاً الى الشفافية في تبادل المعلومات، وأكد أن ليبيا ستشهد خلال سنوات نشاطاً مكثفاً لاستكشاف النفط والغاز في حقول مكتشفة ما سيعزز مكانتها في العالم، كما دعا الى «سوق طاقة مستقرة». وأفاد وزير الطاقة الروسي في تصريحات على هامش اعمال المنتدى، بأن قطر لا تعتزم زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. وأبلغ الوزير سيرغي شماتكو الصحافيين: «قطر قالت إنهم لن يزيدوا الصادرات إلى أوروبا وسيركزون على آسيا». مشروع عراقي عملاق وفي سياق متصل، قال السادة، إن بلاده تدرس شراء حصة في «نوفاتك» ثاني أكبر منتج روسي للغاز. ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله لصحافيين ان قطر تدرس شراء حصة في «نوفاتك» وفي مشروع «يامال». وأكد أن قطر مهتمة بالشركة والمشروع على حد سواء لكنه أحجم عن تحديد حجم الحصة المحتملة. وعلى الجانب العراقي، أعلن متحدث باسم الحكومة العراقية إن مجلس الوزراء العراقي وافق على اتفاق بقيمة 17 بليون دولار مع «رويال داتش شل» و «ميتسوبيشي» لتجميع الغاز المحروق في حقول نفط بجنوب البلاد. ووقع العراق والشركة الاتفاق لمدة 25 سنة في تموز (يوليو). حضر المصورون وغاب الصحافيون شهدت قمة «منتدى الدول المصدرة للغاز» منع الصحافيين من دخول قاعة المؤتمر لتغطية الجلسة الافتتاحية، على رغم توجيه الدعوة لهم للحضور، بينما سمح للمصورين بالدخول. وتابع المراسلون والصحافيون الجلسة الافتتاحية عبر شاشات تلفزيونية، ما أثار انزعاجاً في اوساط المراسلين الاجانب والإعلاميين. وكان لافتاً السماح لبعض الصحافيين بالدخول بطريقة «استثنائية»، ورأى آخرون أن ذلك ينم عن «عدم احترام» للمهنة. ومكث الصحافيون أكثر من ست ساعات انتظاراً لانعقاد المؤتمر الصحافي، وانعكس ذلك «خللاً» في التعامل مع الصحافة يحتاج الى علاج وفقاً لصحافيين يغطون الشؤون القطرية منذ سنوات.