تبحث قمة منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي الثلاثاء المقبل في الدوحة تنسيق الجهود بين المنتجين للنهوض بصناعة الغاز عالمياً وإرساء التعاون بينهم من أجل ضمان توفير أمن إمدادات الغاز عالمياً، إضافة إلى تبادل الخبرات وخاصة في مجال تطوير التكنولوجيا المتقدمة وتوسيع مجال استخدامها. وتكمن أهمية المنتدى كونه يعقد في وقت تواجه فيه صناعة الغاز العالمية العديد من التحديات على رأسها سعي الدول المنتجة لتبني آلية موحدة لاحتساب أسعار الغاز وسط مطالبتهم بمعاملة الغاز معاملة عادلة في الأسواق العالمية أسوة بأسعار النفط، خاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي تحتاجها البنية التحتية الضرورية لإنتاج الغاز إضافة إلى كونه مصدر الطاقة والصديق للبيئة. وتبنت قطر هذا الطرح من خلال تدعيم هذا المطلب أمام المحافل الدولية، ولعل الكلمة التي ألقاها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي عقد منذ عامين في الدوحة خير دليل على ذلك، حيث قال "لابد لأعضاء هذا المنتدى من العمل معاً على إعادة الترابط بين أسعار الغاز وأسعار النفط وتحقيق التعادل بينهما". وكان الوزراء المشاركون في الاجتماع الوزراي الثاني عشر لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي عقد بالقاهرة في يونيو الماضي أكدوا على أهمية إبرام العقود طويلة الأجل للغاز وتحقيق الأسعار العادلة للغاز الطبيعي على أن تكون بمستويات تعكس أساسيات السوق وموائمة لأسعار البترول. ولعل من بين التحديات التي تواجه صناعة الغاز عالميا أيضا، ما أشار إليه شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري، حيث لفت خلال القمة العاشرة لوزراء الطاقة في منتدى الدول المصدرة للغاز في إبريل من العام الماضي، إلى التهديد الذي يواجه عقود تصدير الغاز الطبيعي على المدى الطويل بالنسبة للدول المنتجة كون المستهلكين لا يرغبون في الالتزام بهذه العقود على المدى الطويل، بحجة أن هذه العقود تحدد الأسعار ومستويات تصدير بينما توفر لهم السوق الفورية خيارات أوسع عن تلك المحددة في العقود على المدى الطويل. وتشكل هذه القمة فرصة أيضاً للدول المصدرة للغاز للتأكيد على وضع آليات وبرامج ناجعة لتعزيز تعاونها وتبادل المعلومات الفنية بينها، والترويج لاستعمال الغاز الطبيعي في قطاعات جديدة مثل قطاع النقل وقطاع تحويل الغاز إلى سوائل. يذكر أنه في عام 2001 عقدت ثلاث من أكبر الدول المنتجة للغاز - وهي روسيا وإيران وقطر - اجتماعا في طهران لبحث تشكيل هذا المنتدى؛ بحيث أصبحت دولة قطر من المؤسسين له وحتى انعقاد الاجتماع الوزاري السابع كان نشاط المنتدى يقوم بدون ميثاق تأسيسي أو لائحة عضوية، إلى أن قررت الدول ال15 الأعضاء في الاجتماع الوزاري السابع في 23 ديسمبر 2008 في موسكو تبني ميثاق تأسيسي للمنتدى، وقرروا إقامة مقر الأمانة العامة للمنتدى في مدينة الدوحة بقطر التي تعتبر أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.