إذا كان لديك لاعبون يمتلكون الذكاء والدهاء، وحسن التصرف في المهمات الكبيرة، فلا خوف عليك، خصوصاً إذا ما كانوا من أولئك اللاعبين الذين يسحرونك بأدائهم. في مباراة المنتخب الأخيرة أمام تايلاند، كان لا بدّ أن نفوز، ولا شيء غير الفوز يعيد لنا الأمل بالمنافسة، وكان اللاعبون عند حسن الظن، وحضروا في الوقت المناسب. لن أبالغ إن قلت إن زين الدين زيدان هو الذي منح فرنسا كأس العالم التي نظمتها عام 1998، فكان وحده يواجه الجميع، فهو القائد والمفكر، ومن يقوم بدور الإمداد لزملائه، مع قيامه بدور الهداف أيضاً. وهذا يعني أن هناك صنفاً من اللاعبين الذين تعلق عليهم الآمال عندما تتأزم الأمور، كما حدث للأخضر في هذه التصفيات، عندما حضر اللاعب والقائد محمد نور كلاعب «مؤثر»، فأسهم في قيادة المنتخب لتحقيق فوز كنا بأمس الحاجة إليه. وحتى وإن جاء هذا الفوز على منتخب تايلاند الذي لا يملك أي تاريخ على مستوى القارة، إلاّ أن علينا أن نحترم منافسينا، مهما كانت حداثة تكوينهم، لأن من الواضح أن الذين لم يكونوا يمثلون شيئاً في السابق، أصبح لديهم اليوم طموح يسبقه عمل للتطور ودخول حلبة المنافسة. وما يقال عن محمد نور يقال أيضاً عن اللاعب الفنان والعازف أحمد الفريدي، لاسيما إذا كان في قمة «روقانه»، وهذه الحالة التي كان عليها نور والفريدي وبقية زملائهما في مباراة تايلاند نريد أن نراها في مباراة الغد أمام المنتخب العماني الشقيق. ولكي نقطع الشك باليقين، فإن علينا أن نكسب مواجهة عمان، وأول ما يجب عمله أن نتعامل مع المنتخب العماني على أنه أحد المنافسين الكبار، والذي يملك الطموح والرغبة، خصوصاً بعد أن كسب لقاء الجولة الماضية أمام البعبع الأسترالي. ولعل الحقيقة التي لا يمكن أن نخفيها أو نتجاهلها، أن المنتخب العماني بات فريقاً آخر، فطموحه هو الطموح ذاته الذي يوجد لدينا، وفرصته في المنافسة تمرّ من خلال مواجهة الغد الخليجية، التي نتمنى أن تعكس تطور مستوى كرة القدم في هذه المنطقة، بعد أن أصبح التفوق في السنوات الأخيرة لشرق القارة. وعلى المدير الفني للمنتخب السعودي الهولندي فرانك رايكارد، أن يسير على نهجه الذي كان عليه المنتخب في شوط المباراة الثاني أمام تايلاند، فالوقت ليس بحاجة للتغيير وإجراء التعديلات، وكل ما يخدم المنتخب الآن هو تحقيق أكبر قدر من الانسجام في تشكيلة المنتخب، لنحقق هدف التأهل إلى الأدوار النهائية. بقي السؤال: هل نرى «زيدان السعودي» غداً؟ تحويلة: الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى، لكنه لا يرتكبه! [email protected]