يقف المنتخبات السعودي والعماني في مفترق الطريق المؤدي الى كأس العالم المقبلة في البرازيل من خلال لقائهما هذا المساء على استاد الملك فهد الدولي والذي افتتح بمباراة الفريقين في كأس الخليج الثامنة في شهر مارس من عام 1988، حيث يدخل الفريقان المباراة بأمل واحد هو الفوز للانتقال الى الدور النهائي من التصفيات الاسيوية بعد فوزهما الكبيرين على تايلند واستراليا ورفع الاخضر رصيده الى 5 نقاط محتلا المركز الثاني فيما تقدم المنتخب العماني الى المرتبة الثالثة برصيد 4 نقاط حيث سيعزز الفوز مسيرة الفريق الفائز والتي تنتهي بلقاء السعودية مع استراليا في ارض الاخير، وعمان مع تايلند في عمان وبالتالي فان مهمة الاخير سهلة، ومن هذا المنطلق فإن المباراة لاتقبل انصاف الحلول اما الفوز والاستمرار في دائرة المنافسة، او الخسارة والتوجه الى مقاعد المتفرجين، اما التعادل فانه يدخل الفريقين في حسابات مختلفة وان كان نظريا يصب في مصلحة الفريق العماني. من الذاكرة وهذه هي المرة الثانية التي يتواجه فيها الفريقان في تصفيات كأس العالم بعد ان لعب الفريقان مباراة الذهاب في مسقط في شهر سبتمبر الماضي وانتهت بتعادلهما السلبي والتي القت بظلالها على مسيرة الفريقين في التصفيات، اما مواجهتما السابقة فقد انحصرت على كأس الخليج ودورة العاب التضامن الاسلامي وبطولة دولية في سنغافورة عام 2007 وخلال الرحلة الطويلة التي بدأت عام 1976 من الملاعب القطرية في خليجي 4 لم يفز المنتخب العماني على الاخضر السعودي الا مرتين مقابل 14 انتصارا للمنتخب السعودي الساعي الى استعادة هيبته على المستوى الاقليمي والقاري والدولي من خلال هذه التصفيات التي بدأها مع جار منافس ومن ثم واجه منتخبا اسيويا عنيدا هو استراليا ومن بعده تايلند في المشوار العالمي . الامتحان الصعب وتعد مواجهة اليوم امتحانا عسيرا حقيقيا للاخضر مع مدربه العالمي وباني مجد برشلونة الحديث الهولندي فرانك ريكارد بعد تسلمه المهام رسميا والذي وعد الجماهير قبل مباراة تايلند بالوصول الى كأس العالم في البرازيل امام الفرنسي بول لوجوين ربان السفينة العمانية في هذه المرحلة والفارق بينهما كبير من حيث السمعة كلاعبين اذ كان ريكارد من ابرز لاعبي عصره مع ناديه، والمنتخب الهولندي كما انه صنع لنفسه تاريخا مشرفا مع برشلونة الاسباني وجاءت نتائجه مع الفرق التي تولاها بعد ذلك اقل تواضعا، في حين كان لوجوين لاعبا عاديا في احد الفرق الفرنسية ولعب عددا محدودا من المباريات مع منتخب بلاده وله نتائج جيدة مع الفرق التي دربها لكنها لا تصل الى مستوى وشهرة ريكارد مع برشلونة الاسباني، وكلا الاثنين يعدان من الجيل الجديد في عالم التدريب ويحذوهما الامل معا في بلوغ كأس العالم المقبلة ليكون الفائز احد ابرز ضيوف البرازيل في تلك البطولة. الفريقان قبل المواجهة من المعروف ان الفريقين اللذين يحفظان بعضهما البعض عن ظهر قلب، وزادت هذه المعرفة من خلال المتابعة الدقيقة جدا جدا لمشوار كل طرف في التصفيات حيث إن مباراتي الفريقين الاخيرتين امام استراليا وتايلند تم على ضوئهما وضع عدة خيارات لكسب الجولة والظفر بنقاط المباراة الثلاث التي ستكون للفائز زادا في الجولة الاخيرة من التصفيات مع استراليا وتايلند العماني أكثر انسجاما بالرغم من السمعة الكبيرة التي يتمتع بها الفريق السعودي الا ان لاعبي منتخب عمان اكثر خبرة وانسجاما فهذا الفريق هومحصلة عدة منتخبات عمانية جرى اعدادها في السنوات ال 15 الماضية كما ان اعضاء الفريق محترفون الدوريات الخليجية وبعض الدوريات الاوروبية، وقد ادخل لوجين دماء شابة الى الخارطة مثل حسن الحضري، عبدالعزيز الحمياني، سعد سهيل، في حين تراجع رايكارد عن التجديد في بعض مباريات الذهاب في التصفيات واستدعى لاعبي الخبرة لهذه المهمة وخصوصا محمد نور الذي كان صانع الانتصار السابق على تايلند. وسيعتمد الاخضر في هذه المواجهة على عاملين اساسيين هما: الطموح الكبير لدى المجموعة في استعادة الامجاد الغابرة لاسيما وان الفريق تخلص من الضغط النفسي الذي لازمه في الفترة الماضية وهو قلة التهديف واستعاد المهاجمون خطورتهم امام المرمى، والسمعة التي يتمتع بها مدربهم الذي يعد الاشهر في الخليج حاليا مع البرازيلي زيكو مدرب منتخب العراق لكن سمعة ريكارد التدريبية اعلى. طريقة الأداء من واقع المباريات السابقة نجد ان كلا الفريقين يلعبان بطريقة، 4،2،3،1 القائمة على تكثيف منطقة المناورات بأكبر عدد من اللاعبين للقيام بأدوار متعددة دفاعيا وهجوميا، ولا اظن ان فرانك ريكارد سيعمد الى تغيير الطريقه بإشراك مهاجم ثانٍ بجوار نايف هزازي منذ بداية المباراة خشية المباغتة من الطرف الآخر الذي يملك مهاجمين سريعين ونهازين للفرص بقيادة عماد الحوسني صاحب هدف الفوز على استراليا وسيعمد ريكارد الى اعطاء بعض اللاعبين ادوارا محددة مثل الشلهوب، نور، الفريدي، بالاضافة الى حسن معاذ، وربما استعان بعبدالله الاسطا لتفعيل الجهة الاخرى من الدفاع هجوميا لعدم استفادة الفريق من عطاء عبدالله الزوري، في المقابل سيعمد مدرب المنتخب العماني الى مراقبة مفاتيح اللعب في المنتخب السعودي والذين تم الاشارة اليهم سابقا والضغط على حامل الكرة بأكبر عددد من اللاعبين وبناء الهجمة من منتصف الملعب لاختصار الزمن، وفي هذه الحالة فإن المنتخب السعودي مطالب بتسريع اللعب للتحرر من الرقابة التي ستفرض على لاعبيه من قبل المنتخب العماني واستغلال عوامل التفوق المتوفرة له كفارق النقطة، التجربة العريضة في منافسات المونديال، الارض، الجمهور، لكنه من المؤكد ان الحذر سيكون سيد الموقف في اللقاء الذي قد تختفي فيه كثير من اللمحات الكروية التي ينتظرها الجمهور عطفا على امكانات الفريقين الفنية، وستمر الدقائق العشرين الاولى بطيئة الا اذا خطف فيها هدف. تشكيلة الفريقين يلعب للاخضر السعودي في هذه المباراة كل من: وليد عبدالله في حراسة المرمى وحسن معاذ، اسامه هوساوي، اسامه المولد، عبدالله الزوري وربما لعب عبدالله الاسطا في الدفاع وتيسير الجاسم، سعود كريري، محمد الشلهوب، احمد الفريدي، محمد نور في الوسط ونايف هزازي في الهجوم، يقابل ذلك منتخب عمان بتشكيلة مكونة من : على الحبسي في الحراسة وحسين مظفر، عبدالسلام جمعة، سعد سهيل في الدفاع وفوزي بشير، احمد حديد، عبدالعزيز الحمياني، عيدالفارسي، حسن الحضري في الوسط، وعماد الحوسني، في الهجوم وهناك شك حول مشاركة احمد حديد من بداية المباراة لاصابته في المباراة الماضية، وفي كل الاحوال لدى المدربين اوراق عدة للاستعانة بها من بداية المباراة وساعة الحاجة لتغيير مجرى اللعب.