قدّر خبير في سوق العملات العالمية، حجم الأموال التي يضخها المتداولون في السوق يومياً بأكثر من 4 تريليونات دولار، موضحاً أن المتداولين يعتقدون بقلة مخاطر التداول في سوق العملات وبالأرباح الوفيرة التي توفرها لهم يومياً، إلى جانب كونها سوقاً مفتوحة على مدار اليوم وقال المدير الإقليمي لشركة «جاين كابيتال» في الشرق الأوسط أحمد صالح في حديث إلى «الحياة»، إن المستثمرين السعوديين اتجهوا أخيراً إلى الاستثمار في سوق العملات، بعد تيقنهم من جاذبيتها مقارنة ببقية الأسواق. وأضاف: «هذه السوق جديدة على المستثمرين السعوديين في الوقت الحاضر، لاقتصار الاستثمار فيها سابقاً على الصناديق الاستثمارية الحكومية والمصرفية، ولكن بعد أن أتيحت للأفراد فيما بعد، وتأكدت لديهم مزاياها زاد حجم المستثمرين فيها». لم يحدد صالح أرقاماً عن عدد المستثمرين السعوديين في سوق العملات العالمية، ولا حجم الأموال التي يتداولونها، غير أنه أكد أن أعدادهم تتزايد يوماً بعد يوم. وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت نشاطاً كبيراً من شركات الوساطة العالمية المتخصصة في العملات داخل الأسواق العربية، ما يدل على جاذبية السوق في المنطقة، ووصول وعي المستثمرين العرب إلى مستوى جيد للتعامل معها والاستفادة من أرباحها، مبيناً أن حجم الاستثمار في سوق العملات بالوطن العربي يتزايد يوماً بعد يوم (دون أن يحدده) وكذلك حجم الوعي، وفي وقت يستطيع أي متداول افتتاح حساب له في السوق ب250 دولاراً والتدرب على التعامل مع السوق بأمثل صورة. وفيما يتعلق بنصيحته للمستثمرين السعوديين والعرب في السوق مع كساد متوقع في الاقتصاد العالمي، أشار صالح إلى وعي المتداولين بالفرص المميزة التي قد تتوافر في سوق العملات مع هذه الأوضاع المضطربة، بمساعدة أيضاً من شركات الوساطة العالمية التي تنشط في المنطقة. وزاد: «الأزمة المالية والعقارية التي حدثت في 2008 وبدأت من أميركا إضافة إلى أزمة ديون اليونان وإسبانيا، هذه الأزمات كانت انعكاساتها إيجابية على سوق العملات على مستوى العالم واستفاد منها جميع وسطاء العملات في مختلف الأسواق، ولذا أعتقد أنه مع هذا التباطؤ المتوقع فإن المستثمرين السعوديين قد يستفيدون من فرصٍ هائلة من المفترض أن تتوافر في السوق حينها». وتحدث المدير في «جاين كابيتال» (إحدى شركات المعاملات الآجلة) عن مزايا سوق العملات، مؤكداً أن أهم ميزة في السوق عدم مركزيتها، إذ إنها مفتوحة على مدار اليوم، ويمكن لكل متداول أن يتخذ قراره الاستثماري في أي وقت، ما يعزز فرص المستثمر في اغتنام الأزمات لتحقيق أرباحٍ وقتية هائلة. وأضاف: «قرار إعلان إفلاس بنك ليمان براذر اتخذ في اجتماع تم في المساء ومعظم الأسواق الأخرى مغلقة ولم يتبقَ سوى سوق العملات التي تمكن المتداولين من اتخاذ قراراتهم في ذلك الوقت، وقللوا من المخاطر واغتنموا الفرص التي تحققت، فيما انتظر المستثمرون في بقية الأسواق إلى صباح اليوم التالي ليتخذوا قراراتهم، فمن مميزات هذه السوق أن التداول فيها إلكتروني ومفتوح على مدار الساعة، وأضيف هنا مثالاً آخر، إذ إنه مع حدوث كارثة تسونامي اليابان الأخير جميع من اشترى الين الياباني استطاع أن يتخذ قرار البيع في وقت وجيز وفي الزمن المناسب، وهنا نجد الفرق بين سوق العملات وسوق الأسهم الذي يمتثل لبعض الضوابط التي تحدد وقت عمله وكيفية التداول فيه». ولفت صالح إلى أن حجم سوق العملات في العالم يفوق أكبر بورصة تداول في العالم وهي بورصة نيويورك ب12 ضعفاً، إذ يزيد حجم التداول اليومي فيها على أربعة تريليونات دولار. ولم يغفل الحديث عن بعض المخاطر الموجودة في هذه السوق، وقال: «على رغم أن ميزة سوق العملات وجاذبيتها وقلة مخاطرها مقارنة بغيرها من الأسواق، إلا أن نهاية انهيار اقتصاد دولة ما أو عملتها يكبد المضاربين والمستثمرين في عملتها خسائر هائلة».