فيما أدار الشباب ظهورهم لشاشة الأسهم المحلية بسبب الخسائر المتراكمة التي لحقت بهم منذ 7 سنوات، توجهت بوصلة استثماراتهم الصغيرة إلى الأسواق التي لا تنام من حركة العملات الدولية. وما ساعدهم في سرعة التحرك انتشار شركات الوساطة في دول الخليج والأجهزة الذكية التي يقتنونها. أحد المستثمرين أحمد العبدالله قال إن توجهه إلى أسواق العملات يأتي لتعويض الخسائر في سوق الأسهم المحلية، مشيراً إلى أن موضوع المخاطرة حاجز نفسي لاعلاقة له بأداء أسواق العملات التي تتحرك بسرعة وطوال اليوم بالإضافة إلى أنها تعد وسيلة سهلة للمضاربة. وكشف مدير الاستثمارات في شركة وساطة تداولات نقدية إياد موسى، أن نسبة إقبال السعوديين على المضاربة في أسواق العملات ارتفعت خلال العام الحالي بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، موضحاً أن الأموال التي تلقتها شركته جاءت من صغار المستثمرين. وأشار إلى أن حركة التذبذبات الحادة التي تشهدها أسواق العملات ساهمت في جذب صغار المستثمرين لأسواق العملات، متوقعاً أن حجم الأموال التي دخلت أسواق العملات من دول الخليج لهذا العام تزيد عن 6 مليارات دولار. وأكد موسى أن سوق تداول العملات الأجنبية لم يعد حكراً على البنوك العالمية والشركات الاستثمارية الضخمة وكبار المتداولين، وذلك بسبب الانتشار السريع لشركات الوساطة التي تقدم الدعم للمستثمر في العملات. وعن التقديرات لأسواق العملات في سوق الفوركس، قال إن توقعات المحلليين الماليين تشير إلى أن الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس يبلغ حوالي 3 تريليونات دولار. وأضاف أن أعداد المتداولين العرب تضاعفت خلال خمس السنوات الأخيرة بنحو 600%. ولفت موسى إلى أن التداول عن طريق شراء وبيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي: الدولار الأميركي واليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري والين الياباني والدولار الأسترالي والدولار الكندي وعملات أخرى عربية وأجنبية. وأكد أن نمو أسواق العملات جاءت بدعم التقنية التي سهلت انتشارها في الآونة الأخيرة، حيث مكنت شركات الوساطة من استقطاب مجموعات كبيرة من المستثمرين لوجود التقنية ووسائل الاتصالات، موضحاً أن المضاربة في العملات أربح تجارة في البورصات. لكنه استدرك قائلاً: والأعلى مخاطرة أيضًا، بسبب التقلبات السريعة التي تقوم العملات بها من الاتجاه الصاعد إلى الاتجاه الهابط أو بالعكس. وعن بقية البورصات، قال موسى: الإقبال مرتفع على بورصات الذهب والفضة، بورصة البترول، الأسهم والسندات، المحصولات الزراعية والطاقة. أما بورصات العملات فتتميز بالمؤشرات المختلفة والتحليل الفني والتحليل الإخباري وسرعة الحصول على الأرباح؛ خصوصاً أن الأجهزة الذكية تتيح سرعة التداول أو بالاتصالات الهاتفية بشركات الوساطة. وأكد موسى أن أغلب المتداولين الصغار يمثلون شريحة الشباب السعودي والخليجي لتجارة العملات حالياً وفي المستقبل القريب. بدوره قال مسؤول في شركة وساطة محلية (تمنى عدم ذكر اسمه) أن الشركات العالمية وفرت الحلول لاستقطاب الأموال البسيطة من الشباب، مشيراً إلى استمرار أسواق الفوركس 24 ساعة يومياً يتيح لهم خيار التداول في أي وقت، إضافة إلى سهولة التسجيل وتقديم الخدمات من شركات الوساطة مجاناً. وعن مخاطر التسهيلات المالية والرهن على أموال صغار المستثمرين، قال إن الشركات تتحصل على عمولاتها من فوارق السعر بين البيع والشراء، مشيراً إلى أن المخاطرة في العملات تعادل المخاطرة في أسواق الأسهم. وأضاف أن المضاربة في الأسهم المحلية لم تحقق أي أرباح حقيقة بعد انهيار 2006، وأن التداول في الأسواق العالمية بات سهلاً لأي مستثمر صغير عن طريق تطبيقات الأجهزة الحديثة، مؤكداً أن إقبال الشباب على التداول في الأسواق العالمية يرتفع بشكل متصاعد. من جانبه، قال خبير تداولات العملات عبدالله السعيد إن الاندفاع الكبير على أسواق العملات سيؤدي إلى خسائر فادحة لصغار المتداولين، مشيراً إلى أن الحركة السريعة في العملات تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وخبرة عريضة ومتابعة فورية للأحداث السياسية والاقتصادية. ودعا صغار المستثمرين إلى تجنب الدخول للأسواق الخطرة التي تحتاج إلى محللين ماليين واقتصاديين ومستشارين في سرعة اتخاذ قرارات البيع أو الشراء. وعن توفر خدمات التقنية في جذب البسطاء، قال السعيد إن توفر الأجهزة الذكية لعرض المنصات ومتابعة الأسواق سواء العملات أو السلع أو غيرها أغرت الشباب بالدخول، إضافة إلى تزايد أعداد شركات الوساطة التي تتخذ من دول الجوار مقراً لها لعرض خدماتها على الشباب بغرض تمكينهم من الحصول على تسهيلات مالية مقابل رهن أموالهم، عطفاً على الاستحواذ على جزء من عمليات البيع والشراء.