شككت الخرطوم أمس في قدرة «تحالف الجبهة الثورية السودانية» الذي يضم حركات مسلحة في دارفور و «الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال» على إسقاط نظام الرئيس عمر البشير عبر العمل السياسي والعسكري. واتهمته بأنه «امتداد لقوى أجنبية تريد إضعاف السودان وتمزيقه». وكان جناح «الحركة الشعبية» الذي يخوض معارك ضارية مع الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان، وقع إعلان التحالف مع «حركة العدل والمساواة» وفصيلي عبدالواحد نور ومني أركو مناوي في «حركة تحرير السودان»، أبرز حركات التمرد في دارفور، بهدف «إسقاط النظام بالوسائل المتاحة كافة، وعلى رأسها العمل الجماهيري والمسلح، مع المزاوجة بين قوى الانتفاضة والعمل الثوري المسلح». وشكلت هذه القوى لجنة سياسية «للتصدي لمهام العمل اليومي وإكمال برامج وهياكل التحالف» تضم قياديين فيها، إضافة إلى «لجنة عسكرية عليا مشتركة للإشراف على العمل العسكري والجماهيري»، على أن تكون أولى مهامها التصدي للهجوم الصيفي للقوات الحكومية في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأعلنت عزمها إجراء اتصالات مع قوى التغيير السودانية لإطاحة نظام البشير عبر منبر مشترك وإجماع وطني. غير أن مسؤولاً رئاسياً في الخرطوم اعتبر أن «القوى التي تشكل التحالف لا تستطيع هز السلطة وتهديد نظام الحكم على رغم الدعم السياسي التي تحظى به من قوى أجنبية تمارس ضغوطاً ديبلوماسية وإعلامية على الخرطوم». وقال ل «الحياة» إن التحالف «ذراع داخلية لقوى أجنبية تسعى إلى تفكيك نظام الحكم في البلاد عبر مجموعات مسلحة عنصرية تنفذ أجندة جهات معروفة لدينا». وحذر من أن «الانسياق وراء تلك القوى يستهدف تشتيت جهود الحكومة في حروب في أطراف البلاد من أجل إضعاف الحكم المركزي وتمزيق السودان إلى دويلات».