بدا هذا الأسبوع الذي يصادف ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أسبوعاً ل «أبو عمار» في الاراضي الفلسطينية: صوره تملأ الشوارع والساحات وصفحات التواصل الاجتماعي، وأنشطة رياضية وفنية وثقافية تنظم إحياء لذكراه، ومهرجانات وندوات ومعارض وكلمات ومقالات و... ويحتل عرفات مكانة خاصة في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، فهو قاد الشعب الفلسطيني طيلة أكثر من 40 عاماً عبر محطات حملت صفة التاريخية، من تأسيس الحركة الوطنية والثورة المعاصرة الى حرب الكرامة عام 1968، وحرب أيلول (سبتمبر) عام 1971، وحروب لبنان وآخرها اجتياح عام 1982، والانتفاضتين الاولى والثانية، وبينهما عملية السلام التي نجم عنها تأسيس السلطة الفلسطينية. وجسد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض علاقة الفلسطينيين مع عرفات في كلمة ألقاها في حفلة توزيع جائرة عرفات السنوية في قصر رام الله الثقافي عندما قال: «حكاية ياسر عرفات تتجسد هذه الأيام في إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح والبناء لانتزاع الحرية والاستقلال وتكريس السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967». وأضاف: «عرفات لم يكن فقط قائد ثورة أو رئيساً للمنظمة والسلطة الوطنية، بل كان ايضاً شريكاً حقيقياً لصنع السلام، وعلى العالم ان يعرف أنه كما كان ياسر عرفات، فلا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لإنهاء الاحتلال». وافتتحت بلدية رام الله ميداناً يحمل اسم ياسر عرفات وسط المدينة، كما أقام اتحاد كرة القدم الفلسطيني مباراة بين فريقي جنوب إفريقيا وفلسطين في مدينة نابلس التي كانت أحد المحطات المهمة في مسيرة عرفات. وقال رئيس الاتحاد جبريل رجوب إن استضافة الفريق الجنوب الافريقي جاءت بسبب المكانة الخاصة للزعيم الراحل عرفات في جنوب افريقيا التي ناضلت من اجل التخلص من نظام التفرقة العنصرية. وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي بصور وكتابات عن ياسر عرفات، ونشر مئات الاشخاص من المواطنين العاديين صوراً مشتركة لهم مع الزعيم الراحل على هذه المواقع. وكان عرفات يتيح للمواطنين، خصوصاً الاطفال والنساء والشيوخ، التقاط صور تذكارية لهم معه في كل موقع يحل فيه. كما نشرت صور وقصص عن علاقته بالأطفال، منها قصة طفل من مخيم الدهيشة شكا للرئيس في رسالة وجهها اليه قيامه (اي الرئيس) «بتقبيل يد محمد ابن جيراننا الذي كان يقف معي في الصف نفسه لدى استقبالك في زيارتك للمخيم، ولم تقم بتقبيل يدي مثله». وكان عرفات يبتسم لدى رؤية اي طفل فلسطيني ويسارع الى حمله وتقبيل يده. ونشر أشخاص تعليقات عن تردي الحال الفلسطيني بعد رحيل عرفات، خصوصاً وقوع الانقسام. وجاء في احد التعليقات كتبها الشاب أثير صلاحات من قرية الباذان شمال الضفة الغربية: «لقد ضعنا بعدك يا ختيار». وختيار، أي رجل كبير السن، هو اللقب الذي دأب الفلسطينيون على إطلاقه على الزعيم الراحل الذي كان يعتبره كثيرون «أب الوطنية» الفلسطينية.