هونولولو - أ ف ب - وصل الرئيس الأميركي باراك اوباما مساء أول من أمس إلى هونولولو، حيث كان مقرّراً أن يترأس أمس واليوم القمة السنوية للدول الأعضاء ال21 في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادي (ابيك). وفي حين ستتمحور أعمال القمة حول النمو، كان متوقعاً أن يستأثر بالاهتمام أمس مشروع إنشاء منطقة للتبادل الحر تضم الولاياتالمتحدةواليابان، من دون الصين. وستعلن عشر دول تُطل على المحيط الهادي، وهي استراليا وبروناي وتشيلي والولاياتالمتحدةواليابان وماليزيا ونيوزيلاندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام، الخطوط العريضة لمشروع «الشراكة بين دول المحيط الهادي». وترى الولاياتالمتحدة في هذا المشروع «ميثاقاً للقرن الحادي والعشرين»، يقضي بفرض معايير اجتماعية وبيئية على المشاركين في مقابل التبادل الحر، في حين شدّدت اليابان على أهميته من خلال إعلانها عزمها على المشاركة فيه. ويأتي انضمام اليابان في اللحظة الأخيرة إلى المشروع ليزيد من عزلة الصين، ثاني قوة اقتصادية، بسبب تشكيك رعاة المشروع بنواياها، وخصوصاً الولاياتالمتحدة. كما يُعقّد انضمام اليابان جدول المفاوضات غير المعلن بعد نظراً لحرصها على حماية سوقها. وأشاد السناتور الأميركي مارك كيرك بإعلان اليابان، محذراً من أن على طوكيو تعديل سياستها التجارية، مشدّداً على أن «على اليابان أن تكون مستعدة للتقيّد بمعايير تحرير التجارة الواردة في الشراكة». وقال: «على طوكيو أيضاً تبديد هواجس الولاياتالمتحدة على صعيد العوائق التجارية في قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة». ويستبعد المشروع، الذي عُرض على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي آسيا - المحيط الهادي»، 11 بلداً من «أبيك»، إضافة إلى كندا وكوريا الجنوبية وروسيا والصين. وعبّرت الصين في مقال نشرته أمس صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، عن أسفها للصلة التي أقامتها الولاياتالمتحدة بين التبادل الحر وحقوق الإنسان، وقلّلت من أهمية الشراكة بين دول المحيط الهادي. وكان المسؤول الكبير في وزارة التجارة الصينية هو يو جيانهوا أشار إلى أن بلاده لم تتلق دعوة للانضمام إلى الشراكة، مؤكدة دراسة الدعوة بدقة في حال أرسلت. وانتقدت الحكومة الصينية مشروعاً أميركياً آخر لخفض الرسوم الجمركية لدول «ابيك» على المنتجات الخضراء، أي التي تتيح توفير الطاقة. وكان مقرّراً أن تبدأ قمة «ابيك» مساء أمس بعشاء يشارك فيه 21 رئيس دولة وحكومة تلقوا دعوات من اوباما. وقرر الزعماء أيضاً عقد اجتماعات ثنائية، من بينها اجتماع يضم اوباما ونظيريه الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، على ان يعقد مؤتمراً صحافياً مساء اليوم قبل التوجه إلى استراليا، حيث يشارك في قمة أخرى لدول آسيا والشرق في بالي في اندونيسيا. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات أولى مع مسؤولين في «ابيك»: «نعتبر أن منطقة آسيا والمحيط الهادي ستكون مركز الثقل الاستراتيجي والاقتصادي للعالم في القرن الحادي والعشرين». وبرزت المنافسة الصينية الأميركية من جديد قبل القمة، إذ انتقدت كلينتون قبل أيام القمع السياسي في الصين، معربة عن قلقها إزاء إقدام رهبان من التيبت على حرق أنفسهم، في حين ردت الصين برفض التدخل في شؤونها الداخلية.