قبل يوم من انتهاء الاختبارات، لقي طالب حتفه أمس، بطعنة سكين اخترقت عنقه، عند بوابة مدرسة متوسطة في مدينة حفر الباطن، بعد شجار وقع بينه وبين آخر، من مدرسة مجاورة لمدرسة القتيل. فبعد نهاية اختبار يوم أمس، حصل خلاف بين شابين، تطور حتى وصل إلى اشتباك بالأيدي استخدمت فيه آلة حادة، ودفع ثمنها الشاب، الذي سقط مضرجاً في دمائه. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن فيصل الشمري، أن «مستشفى الملك خالد العام استقبل شاباً متوفياً جراء طعنة. وحاول الكادر الطبي إجراء محاولة أخيرة لإبقائه على قيد الحياة، بيد أن محاولاتهم باءت بالفشل، لأنه لفظ آخر أنفاسه على عتبة المستشفى، بعد تلقيه طعنة نافذة في الرقبة، أصابت شرياناً، ما أدى إلى حدوث نزيف غزير له، حتى فارق الحياة قبل دخوله إلى غرفة العمليات. وأعلن عن وفاته في ال11 من صباح اليوم (أمس)». بدوره، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني، أن «شرطة حفر الباطن تلقت بلاغاً في 9.40، يفيد بوجود مضاربة بين شابين أمام إحدى المدارس المتوسطة، وعند الانتقال إلى موقع الحدث، تبين أن فتى في ال15 من عمره، طعن بسكين عنق آخر (17 عاماً)»، مضيفاً أنه تم «القبض على المشتبه فيه قبل مغادرته موقع الحدث، وجرى التحفظ عليه من جانب فرقة من دوريات الأمن، وأخرى من التحريات والبحث الجنائي، وألقي القبض عليه وسلم إلى شرطة محافظة حفر الباطن، التي قررت التحفظ عليه، وسيحال إلى دار الملاحظة الاجتماعية في الدمام، لإجراء التحقيقات اللازمة معه، بحكم الاختصاص». وأرجع القحطاني سبب المضاربة إلى «خلاف شخصي سابق، وتصفية حسابات بين الاثنين». وأرجع المستشار الاجتماعي محمد الراشد، شيوع مظاهر العنف بين الشبان إلى أسباب عدة، أبرزها «ثقافة مجتمع الشباب التي تشجع على العنف، باعتباره مظهراً من مظاهر الرجولة، ومع صغر إدراك المراهقين، وطغيان الحماس، ورغبتهم في إثبات أنفسهم، ينساقون إلى مثل هذه الأمور، التي يذهب ضحيتها الطرفان». كما ربط بين «انتشار الأفلام والمسلسلات التي تجعل العنف والانتقام وسيلة مشروعة من وسائل رد الحقوق إلى أصحابها، ما يجعل الشباب في هذا العمر يختزنون مثل ردات الفعل هذه في عقلهم الباطن، وبالتالي يصبح العنف أول الحلول بالنسبة إليهم». وحمّل كذلك «الأهل والمدرسة المسؤولية، لتجاهلهما مثل هذا السلوك، وعدم التوعية بأضرار الانزلاق وراء نوبات الغضب من دون حساب العواقب، ما يعد سبباً من أسباب شيوع هذه الظاهرة».