أكد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الإعلام في دورة الألعاب العربية 2011 عبدالله الملا أن نحو 1500 امرأة عربية ستشارك في الدورة مشدداً على أن الدول العربية ال 22 بما فيها ليبيا وسورية واليمن أكدوا مشاركتهم وأن الدورة ستشهد تواجد أكثر من 8 آلاف رياضي عربي. وطالب في حوار ل «الحياة» الرياضيين بترك السياسة لأهلها والتركيز على مهمتهم، متمنياً ان تكون الدورة منطلقاً لتجمع عربي يجمع كلمة الأمة ويوحد صفها. وأوضح الملا أن الدورة تأتي في سياق البطولات المختلفة التي تنظمها قطر لتعزيز تواجدها في الساحة الرياضية وتأكيد أحقيتها بتنظيم مختلف المنافسات الكبرى، فإلى الحوار: ونحن نقترب من إقامة الدورة العربية للألعاب الرياضية ... كيف هي أجواء الاستعداد والتنظيم؟ - ستحتضن الدوحة أبناء الوطن العربية، وبإذن الله تكون الدورة ناجحة بكل المقاييس التنظيمية والفنية والجماهيرية، والاستعداد بدأ منذ الإعلان عن حصول قطر حق الاستضافة إذ تم تشكيل لجنة عليا منظمة للدورة ومجلس إدارة خاص بها برئاسة الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني كما تم تشكيل أكثر من 10 إدارات مختلفة للقيام بمهام تنظيم هذه الدورة على مستوى ومعايير أولمبية لأن هناك رغبة قطرية في أن تضع الدوحة بصمتها التنظيمية كما فعلت سابقاً في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشر 2006 والتي حظيت بنجاح منقطع النظير بشهادة القاصي والداني. حصلت قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022؟ هل تأتي الدورة العربية كفرصة لتعزيز حق قطر في ذهنية المجتمع الرياضي الدولي وإقناعه بإمكانات الدوحة التنظيمية؟ - لا شك في ذلك، وبكل أمانة فكل دورة تستضيفها قطر يكون لها هدف، والآن تأتي الدورة العربية بمشاركة 22 دولة و 8 آلاف رياضي وهذا أمر معزز بلا شك، خصوصاً أننا ندرك أن الاتحادات الدولية سترسل فرقاً للاطلاع على كيفية التنظيم من الجوانب الإدارية والفنية والتي دائماً ما تكون هاجساً لهذه الاتحادات، والاتحاد الدولي لكرة القدم كان موجوداً في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم وتابع التنظيم وجوزيف بلاتر كان متواجداً شخصياً، وأعضاء المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية كانوا متواجدين وحضروا حفلة الافتتاح وبعض منافسات الرياضية التي شاهدوها وتابعوا مستوى التنظيم العالي، ولا شك أن استضافة قطر لدورة الألعاب العربية فرصة للدول العربية لإعداد فرقها لأولمبياد لندن 2012، وأعتقد بأن اللاعبين العرب سيشاركون بكوكبة من النجوم العربية من الخليج إلى المحيط، ولا شك أن وجود الجوائز المالية التي وضعتها قطر ستكون عاملاً محفزاً علماً بأنها المرة الأولى في دورة عربية التي يكون هناك جوائز مالية للأبطال في مختلف الألعاب فضلاً عن جائزة أفضل لاعب في الدورة وهو اللاعب الذي سيحصل على أكثر عدد من الميداليات وهي مكرمة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أعطى الضوء الأخضر لوضع هذه المكافآت لسبب وحيد، هو أنه يريد أن يمنح الدورة قوة على صعيد المنافسة، وهو ما نتوقع أن ينعكس على المنافسة ونؤمل أن تكون المشاركة قوية وشرسة وشريفة بين اللاعبين، وإنشاء الله نتمنى من نجوم العرب أن يحطموا أرقاماً قياسية على أرض الدوحة كما حصل في بعض الدورات التي نظمتها قطر سواء البطولات الماسية أم غيرها لأن مكان الحدث والإنجاز يبقى تاريخاً، وكما تعلم فقطر تستضيف أكثر من 35 بطولة عالمية وبذلك كسبت قطر ثقة الاتحادات الدولية واكتسبت الخبرات بالاحتكاك مع هذه الاتحادات، وللبعض الذين يستغربون حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022 أقول لهم إن هذه الأحقية جاءت بفضل عمل منظم طويل، وإن هذا الاختيار صادف أهله، لأن المسؤولين الرياضيين في قطر بذلوا جهوداً مضنية من أجل ذلك، وكان يجب أن تتوج هذه الجهود باستضافة حدث عالمي، وهناك الآن طلب لاستضافة أولمبياد 2020 وأنا متأكد أن اللجنة الأولمبية الدولية سترسل فريقاً للاطلاع على كيفية تنظيم الدورة العربية. لكن كما تعرف فإن هناك تشكيكاً لدى أطراف عدة في أحقية حصول قطر على تنظيم كأس العالم لكرة القدم؟ - يكفينا فخراً أن رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أغلق هذه الملف عندما قال بأن ملف قطر أنظف من الكريستال وأنه نقي كنقاء الكريستال، حصلنا على حقوق التنظيم بجهود جبارة من رئيس فريق العمل الشيخ محمد بن حمد وزملائه في الملف وبكل جدارة واستحقاق، وأنت تعرف «الفيفا» أكثر منا، وما يحدث الآن في الفيفا خير دليل على أنه ليس هناك أي مجاملات. لكن البعض حاول الربط فيما بين الاتهامات الموجهة لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام وبين حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم؟ - دائماً الخاسر يجد له سبباً ليعلق فشله على مشجب نجاح الآخرين، وهذا ما حدث للأسف الشديد، نحن نحتذي بأوروبا ولكن للاسف الأوروبيون خيبوا آمالنا بتشكيكهم بحصول دولة في الشرق الأوسط على حق تنظيم كأس العالم، وعموماً الجميع يذكر ما حدث في جنوب أفريقيا على رغم التشكيك والانتقادات التي وجهت لذلك المونديال، الأوروبيون شككوا في أفريقيا ولكن جنوب أفريقيا أبدعت في التنظيم، ولا تنسى أن الأوروبيين يشككون الآن في فوز دول أوروبية باستضافة يورو 2012 والصحافة لديهم تتكلم عن ذلك، دائماً الشخص عندما يفشل في الحصول على مبتغاه يبحث عن سبب لكي يقنع المسؤولين في بلده بأن هناك تحايلاً ومحاباة، وأنا أعتقد بأننا يجب أن نكون صادقين دائماً مع بعضنا البعض، خصوصاً المسؤولين عن الرياضة في العالم، والحمدلله فإن صاحب أعلى سلطة تنفيذية في الفيفا أعلن ولله الحمد أننا أخذناه بكل جدارة واستحقاق، وما حصلنا عليه جاء أمام مرأى الجميع لأننا نعمل في وضح النهار. طالما أنك قدت الحديث إلى أوروبا كنموذج؟ هل تضعون التنظيم الاوروبي كنموذج تسعون للاحتذاء به أم تسعون لخلق تجربة خاصة بكم؟ - نحن نستفيد من الجميع، فنحن دولة صغيرة في مساحتها لكنها كبيرة بأعمالها، لدينا قيادة نعتز ونتشرف بوجودها ودعمها لشباب الوطن، ودولة قطر منذ أن بدأت في استضافة الأحداث الرياضية تستعين بمن سبقوها في هذا المجال، وهذا لا يعني أبداً أننا لن نضع بصمتنا الخاصة، فنحن وضعنا بصمتنا في كثير من الدورات العالمية التي تم تنظيمها في قطر، ومنها دورة ألعاب القوى للصالات المغلقة في 2010 وهي تنظم بإشراف ثاني أكبر اتحاد دولي رياضي، فهذا الاتحاد أشاد بالتنظيم الذي شهدته تلك الدورة وقال إن التنظيم فيها لم تشهده أي دورة أخرى في أوروبا، ولذلك أقول لك إننا نعتز بتواجد الكوادر القطرية، والآن في دورة الالعاب العربية هناك كوادر قطرية تعمل في مختلف الجوانب وهذا لا يعني أنه لا يوجد زملاء من الدول العربية وأشخاص من أوروبا أو من دول آسيوية، نحن نستعين بالجميع فنحن جميعاً في قارب واحد لكن أخيراً القيادة والتنفيذ بأيدي وسواعد قطرية، علماً بأنه لا يعيبنا الاستعانة بالخبرات الأخرى فحتى أميركا تستعين بشركات من أستراليا، ودول أوروبية تستعين بشركات من دول وقارات أخرى، وهذا لا يعيبنا نحن دولة عدد سكانها قليل فإذا كان هناك خبرات دولية تضيف للدورة لم نتوان في الاستعانة بها، لكن في الأخير ننفذ ببصمة ورؤية قطرية. وهنا أشير إلى أن إشادات الاتحاد الدولي بالدورات التي تنظمها قطر فالمجلس الاولمبي الآسيوي أشاد بالآسياد وقال إن التنظيم القطري أعطى بصمة رفعت من تقنيات دورة الألعاب الآسيوية وهو ما كان له دور في دورة غوانزوا إذ كان هناك نقطة تحول وضعت منظمي تلك الدورة في موقف لا يحسدون عليه وهو ما حدا بهم لبذل جهود جبارة للوصول إلى ما وصلنا اليه في الالعاب الآسيوية. على المنوال ذاته، ألا ترى أن إقامة أولمبياد خليجي في البحرين ونجاحه قبل أسابيع قليلة يضعكم في موقف مشابه من أجل السعي لتحقيق نجاحات أفضل؟ - أنا أهنئ الأخوان في البحرين على التنظيم، والدورة كانت خليجية ل 6 دول والعدد كان أقل فنحن نتحدث عن أولمبياد عربي هنا، ونحن ستنطبق كل المعايير الاولمبية من الألف إلى الياء في التنظيم واللوائح والجميع سيلاحظ ذلك. الدورة العربية كان تمر بتحد خلال الآونة الأخيرة لكن بعد عقود الرعاية التجارية والتلفزيونية الأخيرة بدأت الأمور في الاتجاه لمنحى مختلف؟ كيف تعلق على ذلك؟ - سنضع كل المعايير المطلوبة من أجل رفع مستوى الدورة العربية، وإنشاء الله نكون عند مستوى الحدث فهي دورة عريقة ولدت لتستمر خصوصاً في ظل وجود الأمير نواف بن فيصل على رأس الاتحاد العربي، وأنا أعتقد بأن هناك دفعة قوية للدورة ولا شك أن كل ما ذكرته هو البداية وهناك المزيد في المستقبل، فالدولة التي ستنظم بعد قطر ستفعل ما فعلته قطر لرفع مستوى الدورة وهذا ما سيؤدي إلى حسن التنظيم، ونحن بلا شك نعتز بالدورة العربية كونها تجمع أبناء الوطن العربي في مسابقات خاصة بهم خارج إطار المحافل الدولية. الدورة تأتي في ظروف سياسية مختلفة؟ هل تعتقد بأن ذلك سينعكس على الدورة؟ - أؤكد لك أن هناك 22 دولة عربية أكدت مشاركتها بما فيها ليبيا وسورية واليمن ومصر وتونس، والمجلس الانتقالي الليبي أرسل ممثلاً له وحضر اجتماع رؤساء البعثات وأكدوا تشرفهم بوجودهم في دولة قطر للمشاركة في هذه الدورة الرياضية، وكل الدول أكدت مشاركتها بما في ذلك اليمن وسورية. استمرار بعض الأوضاع الملتهبة في بعض الدول العربية... ألا تخشون من دخول بعض الرياضيين في نفق «تسيس» بعض الأحداث؟ - دولة قطر دائماً وأبداً هي مكان لتجميع العرب بإذن الله، ومكان لانطلاق وتوحيد الصف العربي وأمير البلاد يضع هذا الأمر نصب عينيه؟ نحن دورة رياضية سنستضيف إخواناً أعزاء عرباً في بلدهم الثاني قطر والسياسة لن تتدخل في الرياضة، والجميع على قدر كبير من المسؤولية ويعرفون أهمية الدورة لأن أي خلل سيكون مصدر إزعاج للاعبين والمسؤولين عن الرياضة في الدورة، لذلك أعتقد بأن الدورة ستكون بمثابة تجمع عربي تجمع كلمة الأمة العربية والتي نتمنى أن تنطلق من الدوحة وتعم جميل الدول العربية. هل تعتقد بأن الدورة ستكون ربيعاً رياضياً عربياً؟ - إن شئت أن تسميه ربيعاً رياضياً عربياً فهذا سأتركه لك، لكن أنا أقول إن الإخوة العرب سيحلون ضيوفاً أعزاء على قطر ونتمنى لها إقامة سعيدة في بلدهم الثاني قطر ومنافسات شريفة، وأنا دائماً أقول إن اللاعبين يجب أن يركزوا على مهمتهم التي جاءوا من أجلها وأن يتركوا السياسة لأهل السياسة. توقيت البطولة بين بطولات كبرى؟ كيف تراه؟ - ألعاب القوى وهي الأكثر أهمية موسمها ينتهي في شهر تشرين الاول (أكتوبر) وأعتقد بأن كانون الاول (ديسمبر) فترة إعداد للمنافسات الدولية، وأرى أنه لن يكون هناك أي مشكلة في التوقيت. وعموماً الدول كلها على بينة بالمواعيد ونتمنى أن تكون المشاركة إعداداً للمحافل المختلفة. لماذا في كل دورة يتصاعد الحديث عن مواعيدها وتأثيرها على أجندة المنافسات الدولية الأخرى في مختلف الألعاب؟ - الدورة كانت تقام في الصيف سابقاً، وكان هناك مشاركات مختلفة على الصعيد الخليجي إذ كان هناك بطولات مجلس التعاون، أما الآن فالدورة تقام في ديسمبر وخلال مدة 21 يوماً فقط، والمشاركات ستكون على دفعات في مختلف الألعاب، واذا كان هناك تخطيط وتنسيق سليم بين الاتحاد واللجان الاولمبية للمشاركة فلن يكون هناك أي مشكلة. هل ترى أن نقل منافسات الدورة إلى ديسمبر خيار أفضل؟ - كما قلت فإن ألعاب القوى هي الأبرز وسيكون موسم منافساتها منتهياً. والموسم المقبل سيبدأ بعد نهاية العام الحالي 2011 وبالتالي أعتقد بأن الموعد الحالي اختيار جيد بخاصة أنه يأتي في أجواء مناخية جيدة. لكن البعض يرى أن إقامة الدورة في مرحلة الإعداد لن يرتقي بمستوى المنافسة؟ - هي فترة إعداد لكن اللاعب لا بد أن يحافظ على مستواه فهو لا يبدأ من الصفر، وأنا لا أريد أن أحكم على أمور فنية لكن على حسب اطلاعي ومعرفتي البسيطة فاللاعبون يخضعون لتدريبات خاصة بعد العودة من فترة الإجازة. ماذا عن المشاركة النسائية في الدورة؟ - المرأة بدأت تخطو خطوات جبارة في المجال الرياضي، واللجنة الأولمبية الدولية وضعت كل ثقلها في دعم المرأة ومشاركتها في المحافل كافة، وبالمناسبة المرأة العربية بدأت تزاحم الرجال وتنافس بقوة، وفي الدورة العربية سيشارك ما بين 1200 إلى 1500 سيدة وأتمنى لهن التوفيق. هل لديك ما تود قوله في الختام؟ - نتمنى أن تكون دورة الألعاب الرياضية في الدوحة انطلاقة لآفاق وآمال الشعوب العربية وإبرازاً للرياضيين العرب وهذا حق لهم لكي يقارعوا أبطال العالم، وهذه فرصة لتكون الدوحة ميلاد نجوم عرب وانطلاقهم إلى العالمية. ... وأتوقع متابعة جماهيرية وإعلامية عريضة توقع المتحدث الرسمي ومدير إدارة الإعلام في دورة الألعاب العربية 2011 أن تشهد الدورة متابعة جماهيرة وإعلامية عريضة، وقال: «أنا أعتقد أن الدورة ستكون ناجحة على صعيد المتابعة الجماهيرية والإعلامية فهي تقام في الفترة ذاتها التي أقيمت فيها دورة الألعاب الآسيوية، ولا تنسَ أن الجو بدأ في الاعتدال ونتمنى أن يستمر كذلك، وأنا لست قلقاً بشأن الجماهير لان جماهير قطر وفية ودائماً ما تقف خلف الأحداث الرياضية التي تستضيفها قطر والدليل الآسياد والدورات المختلفة، ولا شك أن وجودنا بالقرب من الأشقاء في دول مجلس التعاون سيسهم في وجودهم في هذه الفترة فضلاً عن مشاركات الدول بفرقها الأولى والتي ستثري الدورة وستساعد في أن يكون هناك زخم جماهيري كبير».