تواصلت أمس حال الشد والجذب للأسبوع الثاني بين أمانة جدة وسكان حي الخمرة، حيث استعانت الأمانة أمس برجال الأمن ودوريات الشرطة، لاحتواء الأهالي الذين منعوا الآليات من إزالة مواقع التعديات، إلا أنها لم تنجح فاضطرت الأمانة إلى سحب كامل معداتها من الموقع من دون أن تنفذ عملياتها. وأكد رئيس بلدية جنوبجدة الفرعية المهندس عوض بن هاشم أن مخطط الخمرة في جنوبجدة يعد من المواقع القديمة، وصدر بشأنه قرار إزالة سابق منذ نحو سبع سنوات، مشيراً إلى أنه ومن خلال ملاحظاتهم الديمغرافية للموقع، اتضح ازدياد أعداد المنازل فيه، وتوصلت لجنة التعديات إلى إصدار قرار إزالته مجدداً. وأوضح ابن هاشم أن لجنة التعديات في أمانة جدة بدأت في تنفيذ قرار الإزالة وفق المخطط العام لمدينة جدة الذي يشرف عليه أمير منطقة مكةالمكرمة، مضيفاً أن الأمير خالد الفيصل أمر لجنة التعديات بإزالة التعديات في المشروع كافة، ضمن إطار مواجهته للعشوائيات في منطقة مكة عموماً وأحياء جدة العشوائية على وجه الخصوص. وقال رئيس بلدية جنوبجدة: «إن أمير مكة منح صلاحيات كاملة للجنة التعديات التي تضم مسؤولين من إمارة منطقة مكةالمكرمة والأمانة ولجان المسح الجغرافي للمناطق العشوائية، بتنفيذ قرارات الإزالة والرجوع للإمارة عن المخالفين». وفي المقابل أبدى حسن المري (أحد سكان الحي) ل«الحياة» استغرابه مما شاهده أمس من حضور آليات الهدم من دون سابق إنذار. وقال: «خطاباتنا ومحادثاتنا التي تمت لم يصدر فيها أي قرار رسمي ينص على الإزالة». وأشار إلى أنهم يسكنون المنطقة التي تعاني من نقص جميع الخدمات مثل الكهرباء والماء والسفلتة، وكانوا يأملون في تزويدهم بجميع الخدمات، بدلاً من حضور معدات الإزالة «التي أرعبت كبار السن والأطفال والنساء». وأكد فيحان القحطاني وردة الجهني أنهما من أصحاب المنطقة منذ أكثر من 100 عام، وأحيوها بإنشاء المزارع فيها، موضحين أنه تم تطبيق صك في هذه المنطقة عام 1403، وتقدما بشكوى إلى الإمارة يتظلمان فيها من تطبيق الصك، وتم إلغاؤه عام 1405 من قبل هيئة التمييز. وأضافا أنه تم تطبيق صك آخر عام 1425، وجاء لهم أمر بالإزالة، إلا أنه تم إيقافه من محافظ جدة في العام نفسه. مشيرين إلى أن المنطقة يقطنها نحو ثلاثة آلاف شخص من ذوي الدخل المحدود. وأوضحا أن الأهالي يأملون في النظر في وضع ممتلكاتهم التي استدانوا من أجل تشييدها مستغربين صدور أمر إزالتها.