أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان بلاده لن تقف مكتوفة اليدين امام الهجوم الذي يشنه تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، مجدداً رفض بلاده قرار البيت الابيض دعم تسليح المعارضة السورية. وقال ريابكوف في مؤتمر صحافي في دمشق بعد لقائه الرئيس بشار الاسد، «ان روسيا لن تبقى مكتوفة اليدين ازاء محاولات جماعات بث الارهاب في دول المنطقة». ورداً على سؤال عن الوضع في العراق، حيث سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» خلال الاسبوعين الماضيين على مساحات واسعة في شمال البلاد وغربها، قال ريابكوف ان «الموضوع خطير للغاية في العراق وخطر على أسس الدولة العراقية». واكد انه لا يمكن حل هذه المسألة «الا عبر حوار وطني حقيقي». ورداً على سؤال عن اعلان واشنطن عزمها تقديم دعم اضافي للمعارضة السورية، قال المسؤول الروسي الذي تعد بلاده ابرز داعمي نظام الاسد: «لا نقبل مثل هذه السياسة الاميركية ومن مصلحة الجميع بمن فيهم الاميركيون ان يأخذوا موقفاً مسؤولاً في ما يخص التسوية السورية». واعلن البيت الابيض ليل الخميس ان الرئيس باراك اوباما طلب من الكونغرس 500 مليون دولار بهدف «تدريب وتجهيز» مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ ثلاثة اعوام، وأودى بأكثر من 162 الف شخص. وفي تعليقه على الخطوة الاميركية، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين اثناء وصوله الى فندق شيراتون وسط دمشق حيث عقد ريابكوف مؤتمره: «نحن حاربنا الارهاب (...) لا يوجد ارهاب نظيف ووسخ». ومنذ اندلاع الاحتجاجات السلمية المناهضة له منتصف آذار (مارس) 2011 وتعرضها لقمع شديد من قوات النظام، يعتبر النظام ان ما يجري «مؤامرة» ينفذها «ارهابيون» مدعومون من الخارج. ورأى المقداد ان «اولئك الذين يميزون بين ارهاب معتدل وغير معتدل مخطئون وهذا يعكس انهم متحالفون مع الارهاب الذي سيدمر المنطقة والعالم. اذا بقي هذا المنطق الاميركي والاوروبي الغربي سائداً، كما هي الحال في سياستهم». من جهة اخرى، وفي تعليق على انجاز دمشق تسليم ترسانتها المعلنة من الاسلحة الكيماوية هذا الاسبوع، اعتبر ريابكوف ان الخطوة «قرار مسؤول»، وان الوقت حان كي «تنضم» اسرائيل الى اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة الكيماوية. والتقى ريابكوف الجمعة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبحث معه في «تعزيز العلاقات الثنائية وانجاز سورية لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية»، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وانضمت دمشق الى الاتفاقية في ايلول (سبتمبر) إثر اتفاق روسي - أميركي أبعد شبح ضربة عسكرية غربية ضد نظام الاسد، رداً على هجوم بالاسلحة الكيماوية قرب دمشق في آب (اغسطس)، اتهم النظام بالمسؤولية عنه.