اعتنقت الدين الإسلامي قبل أكثر من 30 عاماً، وتعتبر ترجمتها للقرآن الكريم من وجهة نظر الباحثين والمتخصصين من أفضل وأهم الترجمات، لأنها سدت الفراغ الحاصل بسبب غياب العلماء والباحثين في حقل القرآن الكريم في روسيا من المسلمين وترك الترجمة للمستشرقين فقط. إنها الأديبة الروسية فاليريا بوروخوفا، التي أصبحت تدعى إيمان فاليريا بعد إسلامها، وقالت «للحياة» حول ترجمتها للقرآن الكريم: «قراءتي للقرآن الكريم دفعتني إلى عشقه، ما دفعني إلى ترجمته إلى اللغة الروسية». إيمان فاليريا بوروخوفا ليست عالمة في علوم الشريعة، وليست فقيهة حسب قولها، بل إن تخصصها هو ترجمة معاني القرآن الكريم، ولا تزعم أي زعم آخر، غير أنها عضو إتحاد الأدباء الروس، وزميل في عدة أكاديميات علمية وأدبية روسية وعالمية وحائزة على عدة أوسمة عالمية، وقد قامت بعمل مهم جداً ل70 مليون مسلم في دول الاتحاد السوفياتي السابق. وفي حديثها الخاص مع «الحياة» روت بوروخوفا تجربتها في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية، وقالت: «زوجي الطبيب محمد الرشد عربي من مدينة ديرعطية في ريف دمشق، وأنا عشت بين دمشق وريفها أكثر من10 سنوات، سخرتها مع أسرتي لخدمة كتاب الله وكانت أجمل وأسعد أيام حياتنا». وتابعت: «والد زوجي الشيخ سعيد من علماء القلمون في سورية ولديه مكتبة غنية بتفاسير القرآن الكريم، وزوجي رافق الترجمة وساعدني دائما فأعطيت الترجمة كل صدق وإخلاص، وكنا نسافر (انا وزوجي) كل عام إلى أكاديمية الأبحاث، التابعة للأزهر الشريف، وفيها إدارة للترجمة، وبعد أن أنهينا العشرة اجزاء الأولى من القرآن الكريم، شكّل شيخ الأزهر السابق الدكتور جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله لجنة من خمسة أشخاص: ثلاثة عرب وروسيَان مسلمان يعرفون اللغتين بشكل جيد لمراجعة الترجمة... في المرة الأولى كانت هناك ملاحظات كثيرة لدى اعضاء اللجنة على الترجمة، ولكنهم أشادوا بها، وقالوا إنها ممتازة، لذلك تابعنا قراءتها، ولو كان فيها أخطاء لما استمرينا بالتدقيق، وكل مرة كان لابد من الجلوس والتناقش حول الترجمة». واجهتها الكثير من العقبات، إلا أنها امتدحت الإقامة في سورية، وقالت أن الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام السابق لسورية ونخبة من أساتذة كلية الشريعة بجامعة دمشق كانوا دوماً يساعدونها ويعطونها الاستشارات، وقالت: «كنت أتصل بهم باستمرار للسؤال والاستفسار عن الكثير من الأمور، وعلى الخصوص مع الدكتور وهبي الزحيلي الذي لديه مؤلفات كثيرة حول تفسير القرآن الكريم» ودائما نرجع إلى تفاسير إبن كثير والقرطبي والمراغي وسيد قطب والشعراوي وهيئة الإعجاز العلمي وغيرهم. وأضافت بوروخوفا: «نعم ساعدني الكثير من العلماء، ولا يمكن القول إن «فاليريا» جلست وحدها وترجمت القرآن، هذا ليس صحيحاً، فقد ساعدني وساندني الكثير من العلماء، واعتنقت الإسلام من خلال قراءة القرآن والتعرف على ترجمته بعدة لغات أجنبية، فأنا والحمد لله أتقن أكثر من لغة ومن يقرأ القرآن حتى نهايته، لابد أن يقول في النهاية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وحول تمويل طباعة الترجمة، قالت فاليريا: «أرسل الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله رسالة إلى أكاديمية الأزهر، حيث أراد أن يتأكد من صحة وسلامة الترجمة، وبعد تأكيد الأزهر لسلامة الترجمة تمت طباعة 25 ألف نسخة بتمويل من الشيخ زايد، وكل صحف الإمارات وقتها كتبت: الشيخ زايد يطبع 25 ألف نسخة بالروسية من ترجمة إيمان فاليريا بوروخوفا، وتمت حتى الآن طباعة نصف مليون نسخة والحمد لله ، حيث قام الكثير بطباعة ترجمتنا مثل الشيخ عبدالله الغرير من دبي، وكذلك محسنون من السعودية والكويت وقطر وكازاحستان وداغستان « ولكن هذا قليل جدا لتغطية حاجة مسلمي روسيا وآسيا الوسطى الناطقين بالروسية.