لندن، دمشق، بيروت، القاهرة، نيقوسيا - «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز - عشية الاجتماع المقرر عقده اليوم في القاهرة للجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري، التقى الامين العام للجامعة نبيل العربي امس وفدين من المعارضة السورية من الداخل، ضم الاول قيادة «هيئة التنسيق الوطني» برئاسة منسقها العام حسن عبد العظيم، كما ضم الوفد الثاني اعضاء في «تيار بناء الدولة» اضافة الى عدد من المعارضين المستقلين. في هذا الوقت دعت «تنسيقيات الثورة السورية» الى التظاهر اليوم في «جمعة تجميد العضوية»، بعدما شهدت المدن السورية امس اضراباً عاماً دعت اليه «تنسيقيات الثورة»، دعماً لمدينة حمص. وسقط في المواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين اكثر من 30 قتيلاً، بينهم 14 في حمص. وقتل خمسة جنود في هجوم نفذته عناصر منشقة على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب معرة النعمان، وقتل ضابط برتية ملازم اول وجندي واصيب خمسة جنود بجروح في هجوم على حاجز في قرية المربعية شرق دير الزور. وفي ضاحية حرستا شرق دمشق، قال احد الناشطين ان ثلاثة جنود انشقوا عن الجيش قتلوا بعدما تركوا وحدتهم العسكرية التي كانت تطلق النار على نحوالى الفي متظاهر في دير الزور. كما ذكر ناشطون ان قوات الامن نفذت اعمال دهم واعتقالات في عدد من احياء العاصمة دمشق، وخصوصاً في حي برزة، وكذلك في دير الزور وحماة وحمص، التي تحولت الى بؤرة يومية للمواجهات. وبين القتلى في حمص امس فتاة في الثامنة من عمرها واربعة مدنيين، كما قتل صبي في الخامسة عشرة من عمره في خان شيخون. وفي اطار التحضير لاجتماع اللجنة الوزارية العربية اليوم واجتماع المجلس الوزاري الذي دعا اليه رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الحكومة قطر وزير الخارجية القطري غداً السبت في مقر الجامعة بالقاهرة، برزت امس وجهات نظر مختلفة بين تيارات المعارضة السورية بشأن القرار الذي ترغب ان تتخذه الجامعة بشأن الوضع السوري. فقد اعلن لؤي حسين رئيس «تيار بناء الدولة» ان الوفد الذي اجتمع مع الامين العام قدم تصوره لواقع الحال في سورية وعدم التزام الحكومة تنفيذ كامل بنود المبادرة العربية. وقال ان الوفد اكد رفض التدخل الخارجي ورفض اي اجراءات او آليات بما فيها الحماية الدولية، التي قد تؤدي الى التدويل. ومن جانبه ذكر الناطق باسم «هيئة التنسيق الوطني» عبد العزيز الخير ان هدف الهيئة هو ايجاد اسرع طريقة لوقف حمام الدم في سورية، وقال ان البحث مع الأمين العام للجامعة تناول الإجراءات التنفيذية التي يمكن ان تقوم بها الجامعة العربية «من دون إبطاء وإرسال مراقبين منها ومن وسائل الإعلام العربية لزيارة المدن السورية كدرعا وحمص... ووضع ذلك أمام أضواء الإعلام وإعداد تقارير رسمية ترفع من قبل المراقبين لتوضع أمام الدوائر الرسمية العربية ووقف المراوغة والمماطلة التي يمارسها النظام». ورفض الخير الدعوات الى تجميد عضوية سورية في الجامعة والاعتراف ب «المجلس الوطني» السوري. وقال: «لا نتفق مع المجلس الوطني على انه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، بل نراه احدى قوى المعارضة والتي لها امتدادات في الداخل ونحرص على التواصل والتنسيق معها». وكان لافتاً امس دخول وكالة الانباء السورية (سانا) على خط الخلافات بين اطراف المعارضة ووقوفها بشكل رسمي الى جانب الدفاع عن «هيئة التنسيق الوطني» وضد «المجلس الوطني» الذي تطلق عليه «مجلس اسطنبول»، وذلك اثر الاعتداء الذي تعرض له وفد الهيئة امام مبنى الجامعة في القاهرة اول من امس. وقالت «سانا»: «في تعبير واضح عن سياسة الإلغاء والإقصاء ورفض الآخر قامت مجموعة معارضة من «مجلس اسطنبول» الموجودين في القاهرة بالاعتداء بالضرب والرشق بالبيض والبندورة على وفد يمثل «هيئة التنسيق» لقوى التغيير الديموقراطي في سورية أمام مقر جامعة الدول العربية وذلك لرفض أعضائه التدخل الأجنبي في سورية». ونقلت الوكالة عن حسن عبد العظيم رئيس «هيئة التنسيق» قوله: «نرفض أن يقوم أحد فصائل المعارضة بإقصائنا ومنعنا من التعبير عن موقفنا لأننا نرفض التدخل العسكري المباشر».