أثينا - أ ف ب - أعلنت الرئاسة اليونانية أمس أن الرئيس كارولوس باباولياس كلف النائب السابق لرئيس المصرف المركزي الأوروبي لوكاس باباديموس تشكيل حكومة ائتلاف يفترض أن تقسم اليمين ظهر اليوم. وأشارت في بيان مقتضب إلى أن «رئيس الدولة كلف باباديموس تشكيل حكومة بناء على اقتراح لرؤساء أحزاب سياسية» بعد اجتماع في مقر الرئاسة. وأوضحت الرئاسة في البيان أن «الاتفاق حصل على أن تكون مهمة الحكومة تطبيق قرارات قمة منطقة اليورو التي عقدت في 26 تشرين الأول (أكتوبر) والسياسة الاقتصادية المرتبطة بهذه القرارات». ولم تذكر أية تفاصيل عن موعد الانتخابات المبكرة التي يريدها اليمين للمشاركة في حكومة التحالف. وكان باباديموس وصل إلى القصر الرئاسي حيث كان زعماء الأحزاب المكلفة تعيين رئيس الوزراء الجديد خلفاً لجورج باباندريو مجتمعين. واستؤنفت المداولات بين الأحزاب اليونانية لتعيين رئيس وزراء توافقي يشيع أجواء من الاطمئنان لدى الجهات الدائنة، أمس فالتقى زعماء أحزاب اليمين والاشتراكي واليمين المتطرف في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي. وألغى رئيس أساقفة أثينا آرونيموس رئيس الكنيسة اليونانية رحلة وكان مستعداً لتلبية دعوة للحضور إلى القصر الرئاسي تحسباً لاحتمال تنظيم حفل أداء اليمين كما أوردت وكالة «أنا». واجتمع رؤساء ثلاثة أحزاب يونانية هم باباندريو (باسوك، اشتراكي) وأنطونيس ساماراس من «الديموقراطية الجديدة» (يمين) وجورج كراتسيفاريس (يمين متطرف) مجدداً في القصر الرئاسي بعد فشل اجتماع سلبق مساء أول من أمس. وأفاد مصدر قريب من الحزب الاشتراكي بأن باباندريو تحدث هاتفياً أول من أمس مع باباديموس الذي يعمل حالياً أستاذاً في جامعة هارفرد (الولاياتالمتحدة). وعند وصوله إلى الاجتماع الذي رفض المشاركة فيه قادة أحزاب من أقصى اليسار والشيوعي، عبر ساماراس عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع «الأخير». ومساء أول من أمس وفي ذروة حالة الترقب السياسية التي تشهدها اليونان منذ إعلان العودة عن الاستفتاء الذي كان دعا إليه باباندريو، غادر زعيم اليمين المتطرف القصر الرئاسي سريعاً، منتقداً خيار «باسوك» و «الديموقراطية الجديدة» لقيادة البلاد والمتمثل في رئيس البرلمان اليوناني فيليبوس بيتسالنيكوس. كذلك أعرب الكثير من نواب «باسوك» و «الديموقراطية الجديدة» عن استيائهم من اختيار رفيق درب باباندريو الذي فقد صدقيته. وتوصل «باسوك» و «الديموقراطية الجديدة» الأحد إلى اتفاق تاريخي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية لكن الأحزاب لم تتوصل إلى التوافق حول مرشح لرئاسة الحكومة. وأعربت غالبية الصحف اليونانية أمس عن «استنكارها» التأخير الذي سجلته المفاوضات بين الأحزاب. وعنونت صحيفة «كاثيميريني» (ليبرالية) «هواجس واستنكار» بينما وصفت صحيفتا «تا نيا» (اشتراكية) و «الفتيريا» (يسار) المفاوضات بأنها «أوبريت». وكتبت صحيفة «كاثيميريني» في طبعتها الإنكليزية أن «البلاد على وشك الغرق فيما الأحزاب لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة وطموحاتها الشخصية والتنافس التقليدي» في ما بينها. ووضعت أسبوعية «تو بونتيكي» الساخرة على صفحتها الأولى صورة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل فوق اسم رئيس الوزراء اليوناني المقبل بسبب الدور الحاسم لبلادها في خطة إنقاذ اليونان.