كان الفلسطينيون، على موعد مع فيلمين كوميديين مصريين في العيد، إذ استقبلت قاعات مسرح وسينما القصبة في رام الله، دار السينما الأبرز في فلسطين، فيلم «إكس لارج»، آخر أعمال نجم الكوميديا المصري أحمد حلمي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، وفيلم «أمن دولت» لنجم الغناء الشاب حمادة هلال، وكلاهما يندرجان في إطار الأفلام الكوميدية. اقبال جماهيري واللافت، وغير المفاجئ، في آن، أن فيلم حلمي حظي بإقبال جماهيري منقطع النظير، إذ احتشد الجمهور، وجله من الشباب، مع عدم غياب العائلات، في «طوابير» لحضور فيلمه، في حين لم يكن حضور فيلم «أمن دولت» سيئاً، بل كانت القاعات شبه ممتلئة، ولكن ربما كانت نجومية حلمي الطاغية، السبب في هذا الفارق، فهو الأول في فلسطين، وفق عدد من النقاد واستطلاعات الرأي على المواقع الإلكترونية الفلسطينية المنوعة. وبعد النجاح الكبير الذي حققه حلمي، في عدد من أفلامه التي احتضنتها سينما القصبة في رام الله، ومن أبرزها «عسل إسود» و «كده رضا» و «زكي شان»، وغيرها، وبدرجة أقل «ألف مبروك»، و «بلبل حيران»، استطاع «إكس لارج»، الذي فاجأ به حلمي جمهوره الفلسطيني بطلّته غير المألوفة (قدم دور شخص بدين جداً) انتزاع إعجاب الجمهور الفلسطيني، خصوصاً أن رسالة الفيلم تنتصر للإرادة القوية، وأهمية التصالح مع الذات، إضافة إلى جرعة الكوميديا المبتكرة، والبعيدة من التهريج، والتي يتميز بها حلمي عن الكثير من كوميديي الألفية الثالثة في مصر والعالم العربي. وهكذا، أبهر حلمي جمهور رام الله والمدن والبلدات المجاورة، بطلته المبتكرة، فكثيرون لم يميزوا في البداية، أن «مجدي» البدين هو أحمد حلمي ذاته، وهذا يعود لإتقان الماكياج، ليس فقط على صعيد الوجه، بل على صعيد الجسم بأكمله، فلم تبد أية عيوب فاضحة، كما في محاولات سابقة لفنانين آخرين. والفيلم يتناول مشكلة البدانة المفرطة، وما يرافقها من مشاكل صحية، ومواقف اجتماعية محرجة، وكيف يتحول الأكل مع هؤلاء إلى نوع من الإدمان، فكما يقول «مجدي» أو حلمي، بات ارتداء الملابس وربط الحذاء وركوب السيارة وصعود الدرج، أمور في غاية الصعوبة، لكن الأكل هو الأمر الوحيد «السهل»، وأن العلاقة بينه وبين الطعام باتت علاقة حميمة، مشبهاً إياها بعلاقة المرء بزوجته التي يعشقها. وكان لإيمي سمير غانم، التي شاركت شقيقتها دنيا، البطولة، مع حلمي، دور بارز، إذ أكدت أهميتها كفنانة كوميدية صاعدة، حتى إن بعضهم شبهها بالفنانة ياسمين عبدالعزيز، الأبرز بين الكوميديات في مصر. أما نجم الغناء الشاب حمادة هلال، فقدم فيلماً يمكن وصفه ب «الممتع»، فهو خلطة سينمائية تجمع ما بين الكوميديا ذات السطوة الطاغية، وبين الغناء والاستعراض، كما أنه لم يخلُ من رسائل سياسية، بخاصة عن تسلط جهاز «أمن الدولة» في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وعن «ثورة 25 يناير». ويمكن القول إن فكرة فيلم «أمن دولت» تقوم على الدمج ما بين عدد من الأفلام المصرية الكوميدية، خصوصاً فيلم «الدادة دودي»، ف «حسام»، وهو ضابط في «أمن الدولة»، يجد نفسه مسؤولاً عن رعاية خمسة أطفال، والدهم متوفى، ووالدتهم «دولت» (عزة بهاء الدين)، سفيرة في الأممالمتحدة، تلقت تهديدات من إسرائيل، لنيتها عرض تقرير في الهيئة الأممية، تكشف انتهاكات تقوم بها سلطات الاحتلال ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، فيهب «حسام» لحماية الأسرة، وهنا تحصل مفارقات عدة، في حين تتقاطع شخصية الضابط «العبيط»، مع ما قدمه الفنان هاني رمزي في فيلمه «نيمس بوند»، و «أسد وأربع قطط»، ولكن برؤية مختلفة، وحبكة درامية مبتكرة. انتصار الثورة هلال الذي غنى ل «25 يناير»، انتصر للثورة في فيلمه الأخير الذي ابتعد فيه من شخصية العاشق الولهان في شكلها التقليدي. كما قدم، أغنيتين بدأتا تنتشران في شكل كبير عبر «فايسبوك» و «يوتيوب»، ومن المتوقع انتشارهما جماهيرياً في الفترة المقبلة، بخاصة أن إحداهما تتعلق بحفلات الزفاف، والثانية بأعياد الميلاد. الجمهور الفلسطيني، الذي كان على موعد في الأشهر الماضية، مع أفلام جادة، وذات قيمة عالية، قدمت في عدد من المهرجانات، مثل مهرجاني «إنسان»، و«قاوم» من تنظيم «الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية»، ومهرجان «سينما الشباب الدولي» من تنظيم جمعية المخرجين الشباب الفلسطينيين، لا يزال يهتم في شكل كبير بالعروض الكوميدية التي تحظى بإقبال جماهيري. وفي رأس القائمة تطل أفلام عادل إمام وأحمد حلمي، وبعض أفلام هاني رمزي ومحمد سعد الذي يعرفه الفلسطينيون باسم «اللمبي»، إضافة إلى أفلام «الآكشن»، وبخاصة أفلام أحمد السقا وأحمد عز وكريم عبدالعزيز، ولكن تبقى الغلبة لكوميديا عادل إمام وأحمد حلمي.