تتشابه الملابس أو تتنوع من دون فارق كبير في الشكل، فهي في نهاية المطاف محدودة في التصميم الأساس وإن كانت كبيرة العدد. والملابس هي الجزء الأقل تعقيداً في ما يُعرف بالموضة من بين الزوائد التي تُستخدم لابتكار الاطلالة المميزة لشخص ما. تلك «الهيئة» التي تدمغه ويصبح معروفاً من خلالها. وهذا الأمر لا يقتصر بالضرورة على المشاهير والنجوم والسياسيين، فهو ينسحب ليطاول أشخاصاً عاديين كل في محيطه. والموضة لا تقتصر بتاتاً على سن معينة أو على فئة محددة. من هنا، تسعى دور الأزياء العالمية، وحتى المحلية، إلى تأمين الملابس لمختلف الأعمار والأبدان. ويعتبر خبراء الأزياء، أن دخول كبرى دور الأزياء العالمية إلى عالم ملابس الأطفال، إضافة إلى ما اعتادت انتاجه من أزياء راقية وجاهزة... خطوة على طريق الاستمرارية، فضلاً عن سوق مربحة وأكثر انتشاراً. والمتعارف عليه أن الإطلالة الخاصة، أو ال «لوك» الخاص كما يُدعى، ليس بحاجة إلى ماركات كبرى ولا إلى أسماء «رنّانة» من عالم الموضة من أجل التميّز به أو اعتماده، وإن كان معظم الأهل «المقتدرين» يسعون إلى ربطه بأطفالهم بصرف النظر عن أعمارهم. وهو ما فعله على سبيل المثال، الممثل توم كروز وزوجته كايتي هولمز مع طفلتهما «سوري» التي سُميت أكثر من مرة الطفلة الأكثر أناقة، وأخيراً، وضعت في مصاف «النساء الأكثر أناقة». ف «سوري كروز» تملك مجموعة أحذية قُدّر ثمنها ب 150 ألف دولار، كما ظهرت متأبطة حقيبة يد من دار «سالفاتوري فيرّاماغو» يبلغ ثمنها 850 دولاراً، فضلاً عن قفازات من «أرماني» بسعر 750 دولاراً، علماً أنها لا تزال في الخامسة من عمرها. «سوري كروز» ليست الطفلة الوحيدة من «أطفال هوليوود» الموضوعة تحت الأضواء، على رغم أن قلّة منهم يدخلون في عالم التمثيل، كما هي الحال مع جايدن ويل سميث، ولكن ذلك لا يحميهم من أن يبقوا تحت عدسات الكاميرات التي تلاحقهم طوال الوقت، سواء كانوا برفقة ذويهم أم منفصلين، من أجل التقاط صور مختلفة لهم، تحمل دلالات مختلفة للجماهير، فضلاً عن أنها تمثّل في كثير من الأحيان ما يشبه مثالاً يُحتذى. ومن دون أدنى شك يمثل أطفال المشاهير مادة دسمة بالنسبة إلى الصحافة التي تلاحق الأهل على أقل «هفوة» في التربية أو على أكبر إنجاز يحققه أطفالهم. وقد وجهت الصحافة أكثر من نقد لأنجيلينا جولي وبراد بيت على أزياء ابنتهما «شيلوه». ولجأت بعض المجلات إلى استضافة أطباء نفسيين من أجل تفصيل «اللوك» الخاص بالطفلة التي تحب التشبه بأخيها مادوكس، وغالباً ما ترتدي ملابس مشابهة لملابسه. وكانت أنجيلينا جولي وبعد توجيه الملاحظات اليها في هذا الصدد، أكدت أنها تتبع رغبات الطفلة وتنفذ لها ما تطلبه. كما لجأت في بعض الأحيان إلى تصريحات «غير مفهومة»، في نظر المراقبين، كالقول إن ابنتها تتبع «ستيل المونتيفيردي». وهو التصريح الذي شكّل مادة نقاش على صفحات المجلات العالمية، حول ما إذا كان على جولي اتخاذ موقف مضاد لرغبات ابنتها أو تركها على سجيتها. وخلُص «محللون» آخرون إلى التساؤل عمّا إذا كانت ملابس شيلوه علامات مبكرة عن أهوائها الجنسية على رغم أن الطفلة لا تزال دون الخامسة من عمرها. واللافت أن «شيلوه» هي الأكثر متابعة من الصحافة، وبخاصة في ما يتعلق بملابسها، على رغم أن زاهارا (اختها) أكثر ظهوراً في العلن. وقد أشارت إحدى المجلات المتخصصة بالأزياء إلى أن زاهارا (9 أعوام) تتبع منذ آذار (مارس) الماضي النمط الأقل تكلّفاً في ملابسها، وهي غالباً ما ترتدي «تي شرت» فضفاضة مع الجينز. ومعروف عن ولدي ويل سميث أنهما يحبان الألوان القوية، إضافة إلى أنهما يحبان الملابس التي تحمل صوراً وأشكالاً معينة. ويصفهما المراقبون بأنهما لا يحبان التغيير، بل يحافظان على نمط واحد قلّما يتغير. ومن الأطفال الذين يسيرون على خطى ذويهم، يبرز طفلا آشر، آشير ونايفيد رايموند، اللذان يسرقان الأضواء بسهولة على رغم أنهما لا يزالان دون الثالثة. إلاّ أن الجينز الممزق والسترات الجلدية على هذين الطفلين تكسبهما مظهراً مميزاً ومشابهاً لوالدهما. ويلعب ليفي ماكونهي ابن ماثيو ماكونهي، دور الطفل الذي يليق به التغيير بصرف النظر عن نمط الملابس من الشديدة الأناقة إلى الرياضية ف «الهيبّية»، وغالباً ما يظهر بإطلالة مختلفة من دون ان ينتقص أي نمط من وسامته التي تحاكي وسامة والده.