بعد خمس سنوات من تميز الإعلامي المصري معتز الدمرداش في البرنامج الحواري «90 دقيقة» عبر قناة «المحور» الفضائية، غادر الدمرداش القناة بعد خلافات مع مالكها رجل الأعمال المصري حسن راتب لرفضه الذهاب إلى منزل عبود الزمر المتهم في التخطيط باغتيال الرئيس أنور السادات لتسجيل حوار معه بعد الإفراج عنه. وتردد أن الدمرداش رفض طلب رئيس تحرير البرنامج سامي عبدالراضي الذهاب إلى منزل الزمر، وأصر على حضور الأخير إلى الاستوديو، مثل جميع الضيوف وهو ما لم يتحقق. فكان أن ذهب المنتج الفني للبرنامج محمد صلاح الزهار إلى الزمر لتسجيل الحوار معه من دون الرجوع إلى حسن راتب الذي فوجئ بالحوار على الشاشة تحت إدارة الزهار. أمام هذا الواقع، اتخذ راتب قراراً بوقف الدمرداش عن العمل يومين بعد عرض الحلقة للتحقيق معه حول سبب رفضه التسجيل مع الزمر في بيته. لكنّ الدمرداش تجاهل قرار راتب، وذهب في اليوم التالي إلى الاستوديو في موعده، وانتظر في غرفته لمدة ساعة ونصف ساعة انتظاراً لبدء البرنامج. وعندما أبلغه رئيس القناة أنه لن يقدم الحلقة وأنه موقوف، رفض مغادرة القناة إلا بعد الحصول على ورقة رسمية من راتب تفيد بأنه موقوف عن العمل. وبالفعل وقع راتب على هذه الورقة وأرسلها إلى معتز الذي غادر بعد وصولها إليه مباشرة. ولم تقف تداعيات القصة عند هذا الحدّ، إذ رفض معتز الخضوع لتحقيق داخلي، وأرسل إنذاراً لصاحب المحطة لأنه أخل ببنود التعاقد معه، علماً أن الشرط الجزائي يبلغ مليونًا ونصف المليون جنيه. وتردد أن صديق مشترك بين راتب والدمرداش، حاول حل المشكلة ودياً، حتى يعود معتز إلى الشاشة، لكن الأمر باء بالفشل. وخرجت أقلام صحافية عدة منتقدة تهافت الإعلام المصري على استضافة الزمر وكأنه بطل لا قاتل. فما كان من قناة «المحور» الا الرد في بيان اعتبرت فيه أن «من الطبيعي في حال حدوث خطأ مهني جسيم، خصوصاً في فترة لا تتحمل الأخطاء الجسيمة، أن يحاسَب المتسبِّبون به، وفقاً للمعايير المهنية المعمول بها، وهذا الأمر لا يعني بحال من الأحوال المساس بأشخاصهم». ويتمثل الخطأ المهني، كما أشار البيان، بالنسبة الى قضية برنامج «90 دقيقة» ومعتز الدمرداش، في «إجراء محمد صلاح الزهار مقابلة مع عبود وطارق الزمر، في مخالفة لطبيعة عمله في القناة ومن دون الرجوع للإدارة، وأيضاً مع وجود مذيع البرنامج، ما أثار دهشة المشاهدين، خصوصاً أن الحوار كان ركيكاً ودون المستوى». وأضاف البيان: «كان من المفترض وقناة المحور تؤكد فكرة الرأي والرأي الآخر أن يكون هناك رأي آخر في اللقاء، ما حمَّل القناة عبئاً إضافياً تمثل في الاعتقاد خطأ بأنها تبنّت فكراً معيناً ربما يراه كثيرون مناهضاً لفكر الأمة كلها، ورسخ هذا الاعتقاد الخاطئ إلحاق لقاء طارق الزمر بلقاء عبود الزمر، وبلا فاصل»، مشيراً إلى أن «ما حدث تسبَّب في تعريض القناة لحرج شديد أمام الرأي العام، ومع ضيف تراه القناة متميزاً، هو المفكر الدكتور علي السمان، الذي كان ضيفاً على البرنامج في اليوم ذاته وطال انتظاره حتى ينتهي اللقاء المسجل موضوع الحديث، ما اضطره إلى الاعتذار عن عدم البقاء والمشاركة. واتخذ حسن راتب قراراً بوقف المتسببين بالمشكلة لمدة لا تزيد على 48 ساعة لحين التحقيق في الأمر، بمعرفة الشؤون القانونية، وهو إجراء طبيعي لا يحمل إساءة لأحد». وأوضح البيان أن «القناة تسجل كل التقدير لبرنامج «90 دقيقة» وأسرة التحرير والمذيع معتز الدمرداش، وتقدِّر دوره، ولا تمانع في استمراره بالبرنامج وفقاً للمعايير والأعراف المهنية المعمول بها، وإعفاء مَن تسبب بالمشكلة من استكمال مهمته، وفي حال رغبة معتز الدمرداش بغير ذلك، فإن القناة تتمنى له التوفيق في إطار التعاقد المبرم بينه وبين القناة». وكان الدمرداش بدأ تقديم البرنامج في آب (أغسطس) 2006، مع الإعلامية مي الشربيني، ونجح البرنامج في جذب قاعدة عريضة من المشاهدين وحقق «انفرادات»، أشهرها قضية حلقة فتيات الليل في برنامج الإعلامية هالة سرحان. ثم انفصلت الشربيني عن البرنامج ليقدمه معتز وحده لفترة قبل أن تنضم إليه الإعلامية ريهام السهلي التي تقدم حالياً حلقات البرنامج بعد تغيب الدمرداش. ويبقى السؤال: هل ستعود الأمور إلى نصابها بين راتب والدمرداش أم سيخوض معتز مغامرة إعلامية جديدة في فضائية أخرى؟